الحوار مع النفس
كتبهامحمود مرسي ، في 17 يونيو 2007 الساعة: 21:37 م
الحوار مع النفس
أدب الحوار
…..
هو نوع خاص
جداً من الحوار ؛ لا يحتاج لكلمات أو ألفاظ منتقاه لإجرائه ، فهو حوار ذهني داخلي
غير مسموع في العالم الخارجي ، تفهم إشاراته دون الحاجة إلى ترجمتها إلى كلمات
بعينها .
يجرى هذا
الحوار عادة على نقاط وأمور حياتية يتصارع فيه القياس على ثلاثة محاور رئيسية هي
:ـ
محور
العقلانية المسيطر عليه المنطق المجرد ، المبني ببساطة شديدة على المكسب والخسارة
.
محور ما ترسخ
في الوجدان من عقائد وتعاليم دينية ، وما اكتسب مما نسميه الأصول والعيب ،
بالإضافة إلى الملامح الشخصية كالجرأة والخوف … إلخ ، أي دستور المعاملات .
محور المشاعر
والأحاسيس ؛ من مفرح ومحزن ، وممتع ومؤذي ، ومبهج وكئيب …. إلخ .
وكل إنسان له
ترتيب خاص لأولويات هذه المحاور عند الحوار ، وإن كنت أرى أن الترتيب المعتاد
للإنسان المسئول المتزن هو :ـ
أولاً : محور
ما ترسخ في الوجدان .
ثانياً : محور
العقلانية .
ثالثاً : محور
المشاعر والأحاسيس .
فما صح
بالنسبة للمحور الأول هو الذي يقاس على المحور الثاني ، ويؤخذ ما صح منه ليقاس
بالمحور الثالث ، ويؤخذ الصحيح منه ويترك ما دون ذلك عند اختيار أمر من الأمور ،
وبعد كل هذا يحتمل النجاح والفشل عند الخروج إلى المعاملات مع أفراد المجتمع ، ومع
الإلمام بخصائص المجتمع نستطيع أن نقلل إحتمالية الفشل .
أما بالنسبة
للنقاط والأمور الحياتية التي تمت بالفعل ، فمنها ما هو نجح ومنها ما هو فشل ،
وعلى الإنسان أن يختار نقط النجاح ليعتبرها ربوة يرتقيها ليتسع بها أفقه الذي يراه
حتى يحدد نقط أخرى أكثر ارتفاعاً أو أكثر استراتيجية حتى يظل يرتقي ويرتفع . وكل
نقطة فشل يضع عليها علامة ليتجنب السقوط فيها أو في مثيلاتها في المستقبل ، ولا
يلوم نفسه كثيراً على هذا الفشل فقد يكون الفشل نتج عن عوامل خارجية وليس عن سوء
اختيار وقياس عبر محاوره الثلاثة .
فيجب أن يتسم
هذا الحوار بالهدوء الشديد حتى لا يحدث نوع من التخاصم مع النفس ؛ لا قدر الله .
…..
بقلم محمود مرسي
…..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق