ومضات حول نسب الرسول
صلى الله عليه وسلم
…..
ولد محمد صلى
الله عليه وسلم من أسرة زكية المعدن نبيلة النسب، جمعت خلاصة ما في العرب
من فضائل، وترفعت عما يشينهم من معائب. ويرتفع نسبه صلى الله عليه وسلم إلى
نبي الله إسماعيل بن خليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن نفسه: ’’إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل،
واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.‘‘واسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن
هاشم بن عبد مناف.
عبد
المطلب زعيما لقريش
تولى هاشم بن عبد مناف سقاية الحجاج وإطعامهم فقد كان موسرا
ذا شرف كبير وهو أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة ،وكان اسمه عمرو، وسمى
هاشما لهشمه الخبز للناس وإطعامهم في سنة مجدبة، وهو أول من سن الرحلتين
لقريش رحلة الشتاء ورحلة الصيف، ومرت الأيام وتولى عبد المطلب بن هاشم
السقاية والرفادة، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم وشرف في قومه شرفا
لم يبلغه أحد من آبائه ، وأحبه قومه.
حفر
بئر زمزم
أمر عبد المطلب في المنام بحفر زمزم ، ووصف له موضعها فأصبح
بمعوله ومعه ابنه الحارث، ليس له يومئذ ولد غيره، فحفر فيها، فلما بدا لعبد
المطلب الحجارة التي تغطي البئر كبر.
منازعة
قريش له على البئر
فلما عرفت قريش أنه قد أدرك بئر زمزم فقالوا إنها بئر أبينا
إسماعيل، وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها. قال:
ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، فلم يتركوه حتى خرجوا به
للمحاكمة إلى كاهنة بني سعد هذيم وكانت على حدود الشام .
نذر
عبد المطلب
ولما كانوا ببعض تلك الصحراء بين الحجاز والشام نفذ منهم الماء
فظمئوا حتى أيقنوا بالهلاك ، فقال عبد المطلب: إني أرى أن يحفر كل رجل
منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة؛ فكلما مات رجل دفعه أصحابه في
حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلا واحدا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة
القافلة جميعا. قالوا: نعم ما أمرت به. وحفروا ثم مكثوا ينتظرون الموت عطشا.
وفكر عبد المطلب ثم قال فلنضرب في الأرض فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض
البلاد؛ ارتحلوا، فارتحلوا، ولما ركب عبد المطلب راحلته وقامت به انفجرت
من تحت خفها عين من ماء عذب ، فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه ، فاشربوا
واستقوا، ثم قالوا: قد والله قضي لك علينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في
زمزم أبدا، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم،
وخلوا بينه وبين زمزم . وعندئذ نذر عبد المطلب: لئن
ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه (أي حتى يكبروا ويحموه) لينحرن أحدهم لله عند
الكعبة.
نجاة
عبد الله من الذبح
تم عدد أبناء عبد المطلب عشرة أولاد هم : الحارث ، الزبير ،
أبو طالب ، عبد الله ، حمزه ، أبو لهب ، الغيداق ، المقوم ، ضرار ،
العباس . وكان له ستة بنات هن : أم الحكيم ، برة ، عاتكة ، صفية ، أروى ، أميمة . فلما
كبرأبناءه وعرف أنهم سيمنعونه (أي سيحمونه) ، جمعهم ثم أخبرهم
بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه، فكتب أسماءهم في القداح (وهي عصي
كانوا يقترعون بها عند آلهتهم) واقترع فخرج القدح على عبدالله ،فأخذه
عبد المطلب وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه، فمنعته قريش
ولاسيما أخواله من بنى مخزوم وأخوه أبو طالب، فقال عبد المطلب: فكيف أصنع
بنذري؟ فأشاروا عليه أن يأتي عرافة فيستشيرها ، فأمرت أن يضرب القداح على
عبدالله وعلى عشر من الإبل ، فإن خرجت على عبدالله يزيد عشرا من الإبل حتى
يرضى ربه ، فإن خرجت على الإبل نحرها ، ففعل فلم يزل يزيد من الإبل عشرا
عشرا ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها ،
فنحرت عنه ثم تركها عبد المطلب لا يرد عنها إنسانا ولا سبعا، وكانت
الدية في قريش وفي العرب عشرا من الإبل فأصبحت بعد هذه الوقعة مائة من الإبل ،
وأقرها الإسلام بعد ذلك .
زواج
عبد الله ووفاته
اختار عبد المطلب لولده عبدالله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن
زهرة بن كلاب وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا، وأبوها سيد
بنى زهرة نسبا وشرفا، فتزوجها عبدالله في مكة وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى
المدينة يشتري لهم تمرا، فدخل المدينة وهو مريض، فتوفي بها ودفن في دار
النابغة الجعدي، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع الأشعار.
وجميع ما خلفه عبدالله خمسة جمال وقطعة غنم ،وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أم أيمن .
مولد
الرسول صلى الله عليه وسلم
ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بنى هاشم بمكة في
صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول ،لأول عام من حادثة الفيل . ويقال إن آمنة
بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها: إنك قد حملت
بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل
حاسد! ثم سميه محمدا. وقد روي أن إرهاصات بالبعثة قد وقعت عند الميلاد
فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي يعبدها المجوس
وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت (أي جف ماؤها) .استقبل “عبد المطلب”
ميلاد حفيده باستبشار . ومن الموافقات الجميلة أن يلهم “عبد المطلب”
تسمية حفيده “محمد”. إنها تسمية أعانه عليها ملك كريم. ولم يكن العرب يألفون
هذه الأعلام، لذلك سألوه لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب: أردت أن يحمده
الله في السماء .
تعقيبات
أم أيمن هي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وروى عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال “أنا ابن الذبيحين” يعنى نبي الله إسماعيل
وأباه عبدالله.
…..
المعلومات
من كتاب الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ومدققة من موقع الأزهر
الشريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق