ياله من حوار ؛ ودعاء
أدب الحوار
…..
قد تجلس
إلى طفلك للتحاور معه في الوقت الذي تشغلك فيه أمور حياتك كثيراً . فتعطيه عينيك وفمك وحركات
يديك ، ولكن عقلك يسبح بعيداً عنه .
وطبعاً
الأمر يختلف إذا كان من تجالسه صديقك وليس طفلك ، فلابد أنك ستراعي عدم الانشغال
ذهنياً عنه حتى لا يشعر بعدم اهتمامك به .
والاختلاف أكثر لو
كنت تتحدث مع والدك أو مع رئيسك في العمل ، فلابد أن يكون تركيزك معه على
أشده وتنسى كل ما كان يشغلك من أمور حياتك .
فما
بالك وأنت تتحدث إلى الله عز وجل في صلاتك . وياله من جلال لهذا الموقف الذي
يستأهل أن تنسى ما عداه .
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : قال
الله تعالى : { قسمت
الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب
العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم
، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال :
مجدني عبدي ، ( وقال مرة : فوض إلي عبدي ) ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك
نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط
المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين
، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل } .
…..
اللهم
استجب
الحمد
لله العزيز العليم ، غافر الذنب ؛ وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذي الطول ، لا إله
إلا هو إليه المصير
وصلاةً
وسلاماً على سيدنا محمد إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم .
اللهم
رب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إغفر لنا ذنوبنا ، وأذهب غيظ قلوبنا ، وأجرنا من
مضلات الفتن ما أحييتنا .
اللهم
إن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مسئولين ، لا خزايا ولا نداما ولا مبدلين .
اللهم فارج
الهم ؛ كاشف الغم ؛ مجيب دعوة المضطرين ؛ رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما
، فرج الهم عن المهمومين من المسلمين ، ونفث الكرب عن المكروبين من
المسلمين ، وفك أسر المأسورين من المسلمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
سبحانك تسمع
كلامنا ؛ وترى مكاننا ؛ ولا يخفى عليك شيء من أمرنا ، نسألك يا ربنا مسألة
المساكين ؛ ونبتهل إليك يا ربنا ابتهال الخاضع المذنب الذليل ؛ ندعوك دعاء من
خضعت لك رقبته ؛ وذل لك إسمه ؛ ورغم لك أنفه ؛ وفاضت لك عيناه ، يا من
يجيب المضطر إذا دعاه ؛ ويكشف السوء عمن ناداه ، إكشف عنا يا ربنا ما بأمتنا
من سوء .
يا كاشف
العذاب ؛ ومفتح الأبواب ، إفتح للمجاهدين الأبواب ، اللهم أزل عنهم الصعاب
، واصرف عنهم كل منافق وكذاب ، بقوتك يا رب الأرباب .
إن لم نكن
أهلا لنصرك فانصر دينك الإسلام ، اللهم إننا مستعدون للجهاد في سبيلك ،
فارزقنا بمن يقودنا للجهاد في سبيلك ، نسألك شهادة في سبيلك ، يا قوي يا
عزيز .
ضعفاء
فقوي في رضاك ضعفنا ، مذنبون فاغفر لنا ، مقصرون فاعف عنا ، مختلفون فوحدنا ،
متفرقون فاجمعنا ، حيارى فاهدنا ، مرضى فاشفنا .
اللهم أجب
دعوتنا ، وسدد ألسنتنا ، وارحم في الدنيا غربتنا ، وفي القبور وحشتنا ، وثبت
تحت التراب حجتنا ، يا من إليه المشتكى ، يا دافع البلوى نشكوا إليك ضعف
قوتنا ؛ وقلة حيلتنا ؛ وهواننا على الناس ؛يا أرحم الراحمين .
أنت رب
المستضعفين وأنت ربنا إلى من تكلنا ؟ إلى بعيد يتجهمنا ؟ أم إلى عدو ملكته
أمرنا ؟ إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ، ولكن عافيتك أوسع لنا ، نعوذ
بنور وجهك ـ الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ـ من أن تنزل
علينا غضبك ؛ أو تحل علينا سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم .
يا من قصمت
القياصرة ؛ وقهرت الجبابرة ؛ وخضعت لك أعناق الفراعنة ؛ عليك بالجبارين
والظالمين والمفسدين والمنافقين والكافرين أجمعين ؛ اللهم دمرهم تدميرا
،اللهم مزقهم شر ممزق ، ابتليهم بصاعقة من السماء ، اللهم أرسل عليهم
ريحا صرصرا في أيام نحسات ؛ ليذوقوا عذاب الخزي في الحياة الدنيا ، أرسل
عليهم صاعقة العذاب الهون ، اللهم أحزنهم كما أحزنونا ؛ وأغضبهم كما أغضبونا
؛ وآسفهم كما آسفونا .
يا
منتقم يا الله ، اللهم انتقم منهم يا قوي يا متين ، إنزع الوهن من قلوبنا وانصرنا
على أنفسنا لننتصر على عدوك وعدونا .
أصلح
حكامنا أظهر الغيرة في قلوبهم لنصرة دينك يا رب العالمين .
أنصر إخواننا
المجاهدين في كل مكان ، أيدهم بتأييدك وانصرهم بنصرك ، اللهم كن لهم
مددا ؛ وكن لهم عونا ؛ يا خير معين ، يا نعم المولى ويا نعم النصير ، اللهم
اجبر كسرهم ؛ وتقبل شهداءهم ؛ وارحم ضعفهم ؛ وارحم عزلتهم بقوتك يا قوي يا
متين ، أمدهم بمددك ؛ وبجند من جنودك ؛ يا من لا يهزم جنده ، اللهم اهزم
المغتصبين المعتدين بقوتك ياقوى يا متين ، وردنا والمسلمين اليك ردا جميلا .
اللهم
هذا حالنا لا يخفى عليك ، وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك ، فعاملنا بما أنت أهله ولا
تعاملنا بما نحن أهله .
حسبنا الله
وكفى ، سمع الله لمن دعى ، ليس وراء الله مرمى ، وليس وراء الله منتهى ،
اللهم هذا الدعاء ومنك الاجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان ، وإنا لله
وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم .
وصلى
الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
…..
بقلم
محمود مرسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق