الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024

همســـة إلى الســـماء

 همســـة إلى الســـماء

أدب الحوار

…..

ـــ تعلمت ُ الصلاة يا أمي ..
ـــ حببتِها إلى قلبي ..
ـــ يسرتِها على لساني ،
ـــ أحببتُ أن أقول لله ..
ـــ وأحببتُ أن يسمع منِّي ،
ـــ وتعلق قلبي بالله يا أمي ،
ـــ فاستغرقي في عملك ..
ـــ ولا تخشي عليَّ الوحدة لأني ..
ـــ مع الله لا أكون وحيدا ،
ـــ ولكن علميني الدعاء .

ـــ نضَجَتْ حواسك يا ولدي ..
ـــ وامتلأ قلبك بالإيمان والحس ،
ـــ إرفع يديك وقل يا رب ..
ـــ وهو قريب يسمع الهمس ،
ـــ اطلب منه ما شئت ..
ـــ فإنه القادر المعطي ..
ـــ خزائنه لا تنفذ ولا تعرف النقص .

ـــ لا أطلب لنفسي يا أمي ..
ـــ فأنتِ سبقتِ وطلبتِ لي ..
ـــ وكرم ربي فاض يغمرني ،
ـــ إنما أطلب لغيري ..
ـــ مثلما أنتِ وأبي .

ـــ تَذَكَّر أي صورة آلَمَتك ..
ـــ واطلب رحمة الله فيها .

ـــ تذكرتُ صورة طفل مقتول ..
ـــ برصاصٍ تَرَشَّقَ في جسده ؛
ـــ أأطلب له الجنة يا أمي ؟

ـــ الأطفال إذا ماتت ..
ـــ صفاؤهم وبراءتهم جعَلَتْ ..
ـــ لهم أبواب الجنة انفتحت .

ـــ ولِمَ إذن في الصورة التي عُرِضَتْ ..
ـــ على الشاشةِ نرى الأطفال قد قُتِلَتْ ..
ـــ وهي للأخطاء ما ارتكبت ؟

ـــ رصاص الغدر يا ولدي ..
ـــ لا يفرق بين شيخ .. طفل .. أو جندي .

ـــ ومن يقول لهم ’’كُفُّوا‘‘ يا أمي ؟

ـــ ضمائرهم وضمائر حكامنا وقوتنا ..
ـــ ولكن الصمت أعماهم وأعمانا .

ـــ إذن سأدعو الله للجندي ..
ـــ بأن ينصره على ذاك المعتدي ،
ـــ وأدعو الله أن يحمي ..
ـــ الشيخ والطفل والأنثى ..
ـــ ويرحمهم من الأوجاع والألم ،
ـــ ويذيق الأعادي الضعف والوهن ..
ـــ ويسلط عليهم سخطه وغضبه ..
ـــ ويصب عليهم الجوع والمحن ،
ـــ ويرعى لي أبي ويحميه ..
ـــ ويرعاكِ لي ويحميكِ يا أمي .

ـــ ويحميكَ يا ولدي ،
ـــ آمين .. آمين .. آمين .

…..

بقلم محمود مرسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق