الخميس، 24 أكتوبر 2024

كلمات في نشأة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

 

كلمات في نشأة رسول الله

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

…..

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله . وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وعلى آله وصحبه وسلم ، سيد العالمين ، ورسول رب العالمين ، بعثه الله رحمة للعالمين . أدى الرسالة وبلغ الأمانة ، أنقذ الله به البشر من الضلالة ، وهدى الناس إلى الصراط المستقيم ؛ صراط الله الذي لا إله إلا هو ، له ما في السماوات وما في الأرض ، وإليه تصير الأمور .

إجمالاً

كان النبي صلى الله عليه وسلم منذ نشأته يمتاز في قومه بأخلاق فاضلة ، وصفات كريمة . فكان أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقاً ، وأعزهم جواراً ، وأعظمهم حلماً ، وأصدقهم حديثاً ، سلس المعاملة ، وأعفهم نفساً وأكرمهم خيراً ، وأبرهم عملاً ، وأوفاهم عهداً ، وآمنهم أمانة ، ولذا سماه قومه ’’الأمين‘‘ .

الرضاعة

بعد مولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ؛ أرضعته ’’ثويبة‘‘ مولاة ’’أبي لهب‘‘ بلبن ابن لها يقال له ’’مسرُوح‘‘ ، وكانت قد أرضعت في السابق ’’حمزة بن عبد المطلب‘‘ .

ثم استرضع له جده ’’عبد المطلب‘‘ ’’حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث‘‘ . ورأت ’’حليمة‘‘ من بركته صلى الله عليه وسلم ؛ ما قصت منه العجب ..

فحدثت بأنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن صغير ترضعه في نسوة من ’’بني سعد بن بكر‘‘ تتلمس الرضعاء ، وذلك في سنة مجدبة لا خضرة فيها ولا مطر ؛ خرجت على حمارة بيضاء هزيلة ، ومعها ناقة مسنة ضرعها لا يكاد يقطر لبناً ، وما ينامون ليلتهم من بكاء صبيهم من الجوع ؛ وليس في ثديها ما يغنيه . ولما بلغوا مكة ؛ فكل من كان معها من النسوة أخذت رضيعاً عداها ، وكلهن رفضن أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمه ؛ مما أخافهم من أنهم لن يجدوا المعروف من أمه أو جده . فقالت ؛ إنها لتكره أن ترجع دون رضيعاً ، فأخذت هذا اليتيم ؛ حيث لم يبقى لها رضيع غيره ! . ولكنها تروي .. أنها بمجرد أن أخذته ؛ جرى اللبن في ثدييها وشرب منها حتى ارتوى ، وشرب ابنها أيضاً حتى ارتوى ، وناما في هدوء . وأصبحت الناقة أيضاً ممتلئة باللبن ، فحلب منها زوجها وشربا معاً حتى رُويا وشبعا . فجلب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه لمرضعته الخير الوفير .

شق الصدر

وقع حادث شق الصدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ في ’’بني سعد‘‘ في السنة الرابعة بعد مولده ، حيث أتاه ’’جبريل‘‘ عليه السلام ؛ وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه وشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، واستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأَمه (ضم بعضه إلى بعض) ثم أعاده مكانه . وجرى الغلمان إلى مرضعته وقالوا لها إن ’’محمداً‘‘ قد قتل . ولكنه عاد إليهم وهو ممتقع اللون . وكان هذا سبباً لإعادته إلى أمه .

أمه الحنون

بعد أن عاد إليها ابنها ، رأت أن تأخذه معها ؛ وفاء لذكرى زوجها الراحل ؛ لزيارة قبره في يثرب في صحبة جده ’’عبد المطلب‘‘ وخادمتها ’’أم أيمن‘‘ ، ولكنها توفيت أثناء عودتها من هذه الزيارة .

الجد العطوف

رق ’’عبد المطلب‘‘ لحفيده اليتيم بعد وفاة أمه رقة لم يرقها على أحد من أولاده . وكان يقول لأعمامه : دعوا ابني هذا ؛ فوالله إن له لشأناً . ثم يجلسه معه على فراشه ويمسح ظهره بيده .

وتوفي ’’عبد المطلب‘‘ بمكة عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تخطى الثامنة من عمره .

وضمه عمه ’’أبو طالب‘‘ إلى ولده ؛ بل وقدمه عليهم . وظل معه فوق أربعين سنة يعز جانبه .

بحيرَى الراهب

إرتحل ’’أبو طالب‘‘ إلى الشام للتجارة مصطحباً معه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان قد بلغ الثانية عشر من عمره . ولما بلغ ’’بُصرَى‘‘ وهي من أراضي الشام ؛ ’’وقَصَبَة لحُوران‘‘ كان في هذا البلد راهب عرف بـ ’’بحيرَى الراهب‘‘ لايخرج للقوافل ؛ ولكنه خرج هذه المرة وتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين . فقالوا له : وما علـَّمك بذلك ؟ . فقال : إنكم حيث أشرفتم من العقبة ؛ لم يبقى حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ؛ ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل غضروف كتفه ، وإنا نجده في كتبنا . وسأل ’’أبا طالب‘‘ أن يرده ولا يقدم به إلى الشام ؛ خوفاً عليه من الروم واليهود .

حلف الفضول

قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ بعد أن أكرمه الله بالرسالة (لقد شهدت في دار ’’عبد الله بن جدعان‘‘ حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت) ، وقد قام هذا الحلف في دار ’’عبد الله بن جدعان اليتمى‘‘ حيث اجتمع به قبائل قريش : ’’بنو هاشم‘‘ ، و’’بنو المطلب‘‘ ، و’’أسد بن عبد العزى‘‘ ، و’’زهرة بن كلاب‘‘ ، و’’تيم بن مرة‘‘ ، وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها ؛ وغيرهم ؛ إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد إليه مظلمته .

عمله

كان في أول شبابه يرعى الغنم . وفي الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال ’’خديجة‘‘ رضي الله عنها ، حيث بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ مدى صدق حديثه ، وعظم أمانته , وكرم أخلاقه ، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً .

زواجه بخديجة

بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إلى مكة ، ورأت الأمانة والبركة في مالها ، وما رأته من شمائل كريمة ، وفكر راجح ومنطق صادق ونهج أمين ، حدثت صديقتها ’’نفيسة بنت منبه‘‘ فذهبت إليه صلى الله عليه وسلم ؛ تفاتحه أن يتزوج خديجة ، فرضي بذلك ، وكلم أعمامه فخطبوها إليه ، ثم تزوجها , وكانت في الأربعين من عمرها . ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت .

بناء الكعبة

في سن الخامسة والثلاثين سنة ، وقبل البعثة بخمس سنوات ؛ جرف مكة سيل شديد انحدر إلى البيت الحرام فأوشكت الكعبة على الانهيار . مما اضطر قريش إلى تجديد بنائها حرصاً على مكانتها . وبعد هدمها حتى وصلوا إلى قواعد ’’إبراهيم‘‘ ، وحينما هموا بالبناء ، جزأوا الكعبة وخصصوا لكل قبيلة جزءاً منها لبنائه . ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه ، واستمر النزاع أربع ليال أو خمساً ، وكاد يتحول إلى حرب، إلا أن ’’أبا أمية بن المغيرة المخزومي‘‘ عرض عليهم أن يُحَكـًّموا بينهم أول داخل عليهم . وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأوه هتفوا : هذا الأمين ، رضيناه ، هذا ’’محمد‘‘ . وأخبروه بخلافهم ، فطلب رداء ، فوضع الحجر وسطه ، وطلب من رؤساء القبائل أن يمسكوا جميعاً بأطراف الرداء ، ويرفعوه ، حتى وصلوا إلى موضعه ؛ أخذه بيده فوضعه مكانه . ورضي القوم بهذا الحل .

…..

أضاءت الكلمات بسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم ؛ منذ نشأته وحتى قبل أن يكلفه الله بالرسالة .

اللهم إليك الأمر وعليك التدبير وبيدك الخير ، وإذا أردت شيئاً فإنما تقول له كن فيكون . سبحانك يا ربنا .

 

بقلم محمود مرسي

…..

المعلومات من كتاب الرحيق المختوم

فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري

ومن الأزهر الشريف

ومن السيرة العطرة من العنوان:

http://d1d.net/1/buharoon/seeraa.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق