الأحد، 15 سبتمبر 2024

الأربعــون النووية لجزء الرابع

 

الأربعون النووية - الجزء الرابع

كتبهامحمود مرسي ، في 25 يونيو 2007 الساعة: 13:45 م

الأربعــون النووية

لجزء الرابع

…..

الحديث العاشر - إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ..
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إن الله تعـالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا ربِّ يا ربِّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له؟. (رواه مسلم) .

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم :(( إن الله تعالى طيب )) ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول :(( اللهم إني أسألك باسمك المطهر الطاهر ، الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وإذا استرحمت به رحمت ، واذا استفرجت به فرجت )) ، ومعنى الطيب : المنزه عن النقائص والخبائث ، فيكون بمعنى القدوس وقيل طيب الثناء ومسلتذ الأسماء عند العارفين بها : وهو طيب عباده لدخول الجنة بالإعمال الصالحة وطيبها لهم ، والكلمة الطيبة : لا إله إلا الله .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يقبل إلا طيباً )) أي فلا يتقرب إليه بصدقة حرام ، ويكره التصدق بالرديء من الطعام كالحب العتيق المسوس ، وكذلك يكره التصدق بما فيه شبهة قال الله تعالى : { ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } [البقرة:267]. فكما أنه تعالى لا يقبل المال إلا الطيب كذلك لا يقبل من العمل إلا الطيب الخالص من شائبة الرياء والعجب والسمعة ونحوها .

قوله: فقال تعالى: { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً } [المؤمنون:51].وقوله تعالى : { يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } [البقرة :172]. المراد بالطيبات الحلال .

في الحديث دليل على أن الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوي على الطاعة أو إحياء نفسه ،و ذلك من الواجبات ، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعم .

قوله :(( مطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام )) أي شبع ، وهو بضم الغين المعجمة وكسر الذال المعجمة المخففة من الغذي بالكسر والقصر ،و أما الغداء بالفتح والمد والدال المهملة : فهو عبارة عن نفس الطعام الذي يؤكل في الغداة ، قال الله تعالى : { قال لفتاه آتنا غداءنا } [الكهف :62] .

قوله : ((فأنى يستجاب له )) أي استبعاداُ لقبوله إجابة الدعاء ،و لهذا شرط العبادي لقبول الدعاء أكل الحلال ، والصحيح أن ذلك ليس بشرط فقد استجاب لشر خلقه إبليس فقال : {إنك من المنظرين } [الأعراف:15] .

…..


…..

الحديث الحادي عشر ـ دع ما يريبك …
عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وريحانته رضي الله عنهما قال: حفظت من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. (رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح) .

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )) فيه دليل على أن المتقي ينبغي له أن لا يأكل المال الذي فيه شبهة ، كما يحرم عليه أكل الحرام ، وقد تقدم .

قوله : (( إلى ما لا يريبك )) أي اعدل إلى ما لا ريب فيه من الطعام الذي يطمئن به القلب وتسكن إليه النفس . والريبة : الشك وتقدم الكلام عن الشبهة .

…..


…..

الحديث الثاني عشر - من حُسن إسلام المرء ..
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه. حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا) .

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) أي ما لا يهمه من أمر الدين والدنيا من الأفعال والأقوال . وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين سأله عن صحف إبراهيم قال :(( كانت أمثالاً كلها ، كان فيها : أيها السلطان المغرور إني لم أبعثك لتجمع الأموال بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عن دعوة المظلوم فإني لا أردها ، ولوكانت من كافر. وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ،وساعة يتفكر في صنع الله تعالى ، وساعة يحدث فيها نفسه ، وساعة يخلو بذي الجلال والإكرام ، وإن تلك الساعة عون له علىتلك الساعات، .و كان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله ، أن لا يكون ساعياً إلا في ثلاث : تزود لمعاد، ومؤنة لمعاش ،ولذة في غير محرم .وكان فيها : على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون بصيراً لزمانه ، مقبلاً على شأنه . حافظاً للسانه، ومن حسب الكلام من عمله يوشك أن يقل الكلام إلا فيما يعنيه )) .

قلت : بأبي وأمي فما كان في صحف موسى ؟ قال : (( كانت عبراً كلها ، كان فيها : عجباً لمن أيقن بالنار كيف يضحك ، وعجباً لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجباً لمن رآى الدنيا وتقلبها بأهلها وهو يطمئن إليها ،و عجباً لمن أيقن بالقدر ثم هو يغضب ، وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً وهو لا يعمل ))؟!

قلت : بأبي وأمي هل بقي مما كان في صحفهما شيء؟ قال : ((نعم يا أباذر { قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى* بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخِرُة خيرَّ وأبقى * إنَّ هذا لفي الصُّحُفِ الأولى * صحف إبراهيم وموسى } [الأعلى:14-19]. إلى آخر السورة .

قلت : بأبي وأمي أوصني ،قال :(( أوصيك بتقوى الله فإنها رأس أمرك كله )) ،قال : قلت زدني ، قال: (( عليك بتلاوة القرآن واذكر الله كثيراً فإنه يذكرك في السماء )) ، قلت زدني ، قال :(( عليك بالجهاد فإنه رهبانية المؤمنين )) ، قلت زدني ، قال : (( عليك بالصمت فإنه مطردة للشياطين عنك ، وعون لك على أمر دينك )) ، قلت زدني ، قال : (( قل الحق ولو كان مراً )) ،قلت زدني ، قال :(( لا تأخذك في الله لومة لائم ))، قلت :زدني، قال((صل رحمك وإن قطعوك ))، قلت: زدني ، قال : ((بحسب امرئ من الشر ما يجهل من نفسه ، ويتكلف ما لا يعنيه . يا أبا ذر : لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق )) .

…..


…..

الحديث الثالث عشر - لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ..
عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. (رواه البخاري ومسلم) .

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )): الأولى أن يحمل ذلك علىعموم الأخوة ، حتي يشمل الكافر والمسلم، فيحب لأخيه الكافر ما يحب لنفسه من دخوله في الإسلام ، كما يحب لأخيه المسلم دوامه على الإسلام ،ولهذا كان الدعاء بالهداية للكافر مستحباً، والحديث محمول على نفي الإيمان الكامل عمن لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه . والمراد بالمحبة إرادة الخير والمنفعة، ثم المراد: المحبة الدينية لا المحبة البشرية ، فإن الطباع البشرية قد تكره حصول الخير وتمييز غيرها عليها ، والإنسان يجب عليه أن يخالف الطباع البشرية ويدعو لأخيه ويتمنى له ما يحب لنفسه ،والشخص متى لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه كان حسوداً .
والحسد كما قال الغزالي: ينقسم إلى ثلاثة أقسام : ـ
الأول : أن يتمنى زوال نعمة الغير وحصولها لنفسه .

لثاني : أن يتمنى زوال نعمة الغير وإن لم تحصل له كما إذا كان عنده مثلها أو لم يكن يحبها ، وهذا أشر من الأول .

الثالث: أن لا يتمنى زوال النعمة عن الغير ولكن يكره ارتفاعه عليه في الحظ والمنزلة ويرضى بالمساواةولا يرضى بالزيادة ،وهذا أيضاً محرم لأنه لم يرض بقسمة الله تعالى : {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف:32]. فمن لم يرض بالقسمة فقد عارض الله تعالى في قسمته وحكمته.وعلى الإنسان أن يعالج نفسه ويحملها علىالرضى بالقضاء ويخالفها بالدعاء لعدوه بما يخالف النفس .

…..


…..

الحديث الرابع عشر - لا يحل دم امرئ مسلم إلا ..
عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة. (رواه البخاري ومسلم) .

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم: (( الثيب الزاني )) المراد : من تزوج ووطىء في نكاح صحيح ثم زنا بعد ذلك ، فإنه يرجم ، وإن لم يكن متزوجاً في حالة الزنا لاتصافه بالإحصان .

قوله صلى الله عليه وسلم :(( والنفس بالنفس )) أي بشرط المكافأة فلا يقتل المسلم بالكافر ولا الحر بالعبد عند الشافعية ، لا الحنفية .

قوله صلى الله عليه وسلم :(( والتارك لدينه المفارق للجماعة ))وهو المرتد والعياذ بالله تعالى ، وقد يكون موافقاً للجماعة كاليهودي إذا تنصر ، وبالعكس يقتل لأنه تارك لدينه غير مفارق للجماعة ، وفيه قولان ، أصحها : لا يقتل بل يلحق بالمأمن . والثاني :يقتل لأنه اعتقد بطلان دينه الذي كان عليه وانتقل إلى دين كان يرى بطلانه قبل ذلك ، وهو غير الحق فلا يترك بل إن لم يسلم يقتل ،وقد تقدم القتل أيضاً في صورة سبق الكلام عليها .



الحوار مع النفس

 

الحوار مع النفس

كتبهامحمود مرسي ، في 17 يونيو 2007 الساعة: 21:37 م

الحوار مع النفس

أدب الحوار

…..

هو نوع خاص جداً من الحوار ؛ لا يحتاج لكلمات أو ألفاظ منتقاه لإجرائه ، فهو حوار ذهني داخلي غير مسموع في العالم الخارجي ، تفهم إشاراته دون الحاجة إلى ترجمتها إلى كلمات بعينها .

يجرى هذا الحوار عادة على نقاط وأمور حياتية يتصارع فيه القياس على ثلاثة محاور رئيسية هي :ـ

محور العقلانية المسيطر عليه المنطق المجرد ، المبني ببساطة شديدة على المكسب والخسارة .

محور ما ترسخ في الوجدان من عقائد وتعاليم دينية ، وما اكتسب مما نسميه الأصول والعيب ، بالإضافة إلى الملامح الشخصية كالجرأة والخوف … إلخ ، أي دستور المعاملات .

محور المشاعر والأحاسيس ؛ من مفرح ومحزن ، وممتع ومؤذي ، ومبهج وكئيب …. إلخ .

وكل إنسان له ترتيب خاص لأولويات هذه المحاور عند الحوار ، وإن كنت أرى أن الترتيب المعتاد للإنسان المسئول المتزن هو :ـ

أولاً : محور ما ترسخ في الوجدان .

ثانياً : محور العقلانية .

ثالثاً : محور المشاعر والأحاسيس .

فما صح بالنسبة للمحور الأول هو الذي يقاس على المحور الثاني ، ويؤخذ ما صح منه ليقاس بالمحور الثالث ، ويؤخذ الصحيح منه ويترك ما دون ذلك عند اختيار أمر من الأمور ، وبعد كل هذا يحتمل النجاح والفشل عند الخروج إلى المعاملات مع أفراد المجتمع ، ومع الإلمام بخصائص المجتمع نستطيع أن نقلل إحتمالية الفشل .

أما بالنسبة للنقاط والأمور الحياتية التي تمت بالفعل ، فمنها ما هو نجح ومنها ما هو فشل ، وعلى الإنسان أن يختار نقط النجاح ليعتبرها ربوة يرتقيها ليتسع بها أفقه الذي يراه حتى يحدد نقط أخرى أكثر ارتفاعاً أو أكثر استراتيجية حتى يظل يرتقي ويرتفع . وكل نقطة فشل يضع عليها علامة ليتجنب السقوط فيها أو في مثيلاتها في المستقبل ، ولا يلوم نفسه كثيراً على هذا الفشل فقد يكون الفشل نتج عن عوامل خارجية وليس عن سوء اختيار وقياس عبر محاوره الثلاثة .

فيجب أن يتسم هذا الحوار بالهدوء الشديد حتى لا يحدث نوع من التخاصم مع النفس ؛ لا قدر الله .

…..

بقلم محمود مرسي

…..

فضفضة ساقطة

 

فضفضة ساقطة (منقول)

كتبهامحمود مرسي ، في 13 يونيو 2007 الساعة: 22:42 م

فضفضة ساقطة

منقول

…..

ترى ؟ ماذا تقول هذه الساقطة المائعة التي لا لون ولا طعم لها ….

هذه التي تأثرت برياح الغرب وأصبحت تميل يمنة ويسرة إلى أن سقطت في الحضيض ….

وصفوها بالساقطة والمنحلة في جميع وسائل الإعلام وهذا ما استفزها فقالت : ـ

نعم أنا الساقطة !!

نعم لماذا العجب ؟

أنا من غيرت المفاهيم ومن قلبت الموازين !!

سأحدثكم عني

مسكينة أنا …. تركت السحاب لأرضى بالقاع !!

كنت أسكن السحب !!

تخليت عنها وآثرت القيعان !!

كنت معززة مكرمة عندما كنت فوق في العالي في بيتي وبين أهلي !!

كنت أمنية الجميع فلما سقطت أصبح الجميع يترفعون عني !!

بل زادوا على ذلك بخوفهم أن ألمس ولو ثيابهم !!

أصبحوا يتقونني بعد أن كانوا يتمنونني !!

ألهذه الدرجة أصبحت قذرة ؟!

أتراني عشقت الأوحال بعد السحب ؟!

أقفز بخوف من الأرض إلى سيارة ذلك الرجل !!

إلى أين ؟ لا أعلم !!

يستمتع بي وبمنظري ولكن وعندما يريد أن يصبح نظيفاً يقذف بي إلى الأرض إلى المجهول !!

لأنتظر رجل آخر وسيارة أخرى ومصير آخر !!

ليتني سقطت في الصحراء فقد أكون مفيدة !!

كان باستطاعتهم أن يستفيدوا مني ومن مثيلاتي لو كانوا يفكرون !!

كلي ثقة أن رجال كثيرون يتمنون أن نزداد أنا ومثيلاتي !!

بل إن النساء يتمنين ذلك أيضاً !!

يتمنون أن نصبح آلافاً أن نصبح ملاييناً أن نصبح مليارات !!

لم العجب ؟ فأنا نعمة من نعم الله !!

هل عرفتموني ؟

أشك في ذلك !!

أنا

أنا

أنا

أنا

أنا

أنا

أنا

أنا ….. حبة المطر !!!!!

…..

الأربعــون النووية الجزء الثالث

 

الأربعون النووية - الجزء الثالث

كتبهامحمود مرسي ، في 6 يونيو 2007 الساعة: 16:30 م

الأربعــون النووية

الجزء الثالث

…..

الحديث الخامس - من أحدث في أمرنا
عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. (رواه البخاري ومسلم) وفي رواية لمسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) أي مردود. فيه دليل على أن العبادات من الغسل والوضوء والصوم والصلاة إذا فعلت على خلاف الشرع تكون مردودة على فاعلها ، وأن المأخوذ بالعقد الفاسد يجب رده على صاحبه ولا يملك ،وقال صلى الله عليه وسلم للذي قال له : إن ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته ، وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاه ووليدة، فقال صلى الله عليه وسلم : (( الوليدة والغنم ردّ عليك )) . وفيه دليل على أن من ابتدع في الدين بدعة لا توافق الشرع فإثمها عليه ،و عمله مردود عليه وإنه يستحق الوعيد ، وقد قال صلى عليه وسلم : (( من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله )).

…..


…..

الحديث السادس - الحلال بيِّن والحرام بيِّن
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب. (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم : (( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات …. الخ )) اختلف العلماء في حد الحلال والحرام ، فقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: الحلال مادل الدليل على حله . وقال الشافعي رحمه الله : الحرام ما دل الدليل على تحريمه .

قوله صلى الله عليه وسلم :(( وبينهما أمور مشتبهات )) أي بين الحلال والحرام أمور مشتبهة بالحلال والحرام ، فحيث انتفت الكراهة وكان السؤال عنه بدعة .وذلك إذا قدم غريب بمتاع يبيعه فلا يجب البحث عن ذلك ، بل ولا يستحب ،ويكره السؤال عنه .

قوله صلى الله عليه وسلم :((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه )) أي طلب براءة دينه وسلم من الشبهة . وأما براءة العرض فإنه إذا لم يتركها تطاول إليه السفهاء بالغيبة ونسبوه إلى أكل الحرام فيكون مدعاة لوقوعهم في الإثم وقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقف مواقف التهم )).. وعن علي رضي الله عنه أنه قال : إياك وما يسبق إلى القلوب إنكاره ، وإن كان عندك اعتذاره، فرب سامع نكراً لا تستطيع أن تسمعه عذراً.

وفي صحيح الترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال: ((إذا أحدث أحدكم في الصلاة فليأخذ بأنفه ثم لينصرف )) وذلك لئلا يقال عنه أحدث .

قوله عليه الصلاة والسلام:(( فمن وقع في الشبهات وقع في الحرام )) يحتمل أمرين : احدهما أن يقع في الحرام وهو يظن أنه ليس بحرام . والثاني : أن يكون المعنى قد قارب أن يقع في الحرام كما يقال : المعاصي بريد الكفر .لأن النفس إذا وقعت في المخالفة تدرجت من مفسدة إلى أخرى أكبر منها ،قيل : وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : { ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } [آل عمران:112]. يريد أنهم تدرجوا بالمعاصي إلى قتل الأنبياء .

وفي الحديث :(( لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده )).

أي يتدرج من البيضة والحبل إلى نصاب السرقة ، والحمى ما يحميه الغير من الحشيش في الأرض المباحة فمن رعى حول الحمى يقرب أن تقع فيه ماشيته فيرعي فيما حماه الغير بخلاف ما إذا رعى إبله بعيداً من الحمى .واعلم أن كل محرم له حمى يحيط به ، فالفرج محرم وحماه الفخذان لأنهما جعلاً حريماً للمحرم ، وكذلك الخلوة بالإجنبية حمى للمحرم ، فيجب على الشخص أن يجتنب الحريم والمحرَّم، فالمحرم حرام لعينه، والحريم محرم لأنه يتدرج به إلى المحرم .

قوله صلى الله عليه وسلم :(( ألا وإن في الجسد مضغة )) أي في الجسد مضغة إذا خشعت خشعت الجوارح، وإذا طمحت طمحت الجوارح وإذا فسدت فسدت الجوارح . قال العلماء : البدن مملكة والنفس مدينتها،و القلب وسط المملكة ،و الأعضاء كالخدام والقوى الباطنية كضياع المدينة ، والعقل كالوزير المشفق الناصح به ، والشهوة طالب أرزاق الخدام،و الغضب صاحب الشرطة ، وهو عبد مكار خبيث، يتمثل بصورة الناصح ونصحه سم قاتل ،و دأبه أبداً منازعة الوزير الناصح والقوة المخيلة في مقدم الدماغ كالخازن ، والقوة المفكرة في وسط الدماغ، والقوة الحافظة في آخر الدماغ ، واللسان كالترجمان ،و الحواس الخمس جواسيس ، وقد وكل كل واحد منهم بصنيع من الصناعات ، فوكل العين بعالم الألوان ، والسمع بعالم الأصوات ،وكذلك سائرها فإنها أصحاب الأخبار ، ثم قيل : هي كالحجبة توصل إلى النفس ما تدركه ، وقيل : إن السمع والبصر والشم كالطاقات تنظر منها النفس ، فالقلب هو الملك فإذا صلح الراعي صلحت الرعية وإذا فسد فسدت الرعية ، وإنما يحصل صلاحه بسلامته من الأمراض الباطنة كالغل والحقد والحسد والشح والبخل والكبر والسخرية والرياء والسمعة والمكر والحرص والطمع وعدم الرضى بالمقدور، وأمراض القلب كثيرة تبلغ نحو الأربعين ، عافانا الله منها وجعلنا ممن يأتيه بقلب سليم.

…..


…..

الحديث السابع - الدين النصيحة
عـن أبي رقية تميم بن أوس الداري (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. (رواه مسلم)

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم :(( الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) قال الخطابي: النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له . وقيل النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح الرجل ثوبه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يسد من خلل الثوب ، وقيل : إنها مأخوذة من نصحت العسل ، إذا صفيته من الشمع ، شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط .

قال العلماء : أما النصيحة لله تعالى فمعناها ينصرف إلى الإيمان بالله ، ونفي الشريك عنه ،وترك الإلحاد في صفاته ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها ، وتنزيهه سبحانه وتعالى عن جميع أنواع النقائص ،و القيام بطاعته ،و اجتناب معصيته، والحب فيه ،والبغض فيه ، ومودة من أطاعه ، ومعاداة من عصاه ، وجهاد من كفر به ، والاعتراف بنعمته ، وشكره عليها ، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة والحث عليها ،و التطلف بجميع الناس، أو من أمكن منهم عليها ، وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه ،و الله تعالى غني عن نصح الناصحين .

وأما النصيحة لكتاب الله تعالى : فالإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، لا يشبهه شيء من كلام الناس ، ولا يقدر على مثله أحد من الخلق ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ،وتحسينها ، والخشوع عندها ،و إقامة حروفه في التلاوة ،و الذب عنه لتأويل المحرفين ، وتعريض الطاعنين والتصديق بما فيه ، والوقوف مع أحكامه ، وتفهم علومه وأمثاله، والاعتبار بمواعظه،و التكفير في عجائبه، والعمل بمحكمه ، والتسليم لمتشابهه ، والبحث عن عمومه وخصوصه ، وناسخه ومنسوخه ، ونشر علومه والدعاء إليه وإلى ما ذكرناه من نصيحته .

وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم : فتصديقه على الرسالة ،والإيمان بجميع ما جاء به ، وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حياً وميتاً ، ومعاداة من عاداه وموالاة من ولاه ، وإعظام حقه وتوقيره ، وإحياء طريقته وسننه، وبث دعوته ونشر سنته ، ونفس التهم عنها ، و نشر علومها ، والفقه فيها ، والدعاء لها ، والتلطف في تعلمها وتعليمها ، وإعظامها وإجلالها ، والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم ،و إجلال أهلها لانتسابهم إليها . والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ، ومحبة أهل بيته وأصحابه ، ومجانبة من ابتدع سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك .

وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فمعاونتهم على الحق ، وطاعتهم فيه ، وأمرهم به ونهيهم وتذكيرهم برفق ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخورج عليهم ، وتأليف قلوب المسلمين لطاعتهم .

قال الخطابي : ومن النصيحة لهم ، الصلاة خلفهم ، والجهاد معهم ، وأداء الصدقات إليهم، وترك الخروج بالسيف عليهم إذا ظهر منهم حيف أو سوء عشرة ، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم ، وأن يدعى لهم بالصلاح .

قال ابن بطال رحمه الله تعالى : في هذا الحديث دليل أن النصيحة تسمى ديناً وإسلاماً ، وأن الدين يقع على العمل كما يقع على القول ، قال: والنصيحة فرض يجزى فيه من قام به ، يسقط عن الباقين ، قال : والنصيحة واجبة على قدر الطاعة إذا علم الناصح أنه يقبل نصحه ويطاع أمره وأمن على نفسه المكروه ، فإن خشي أذى فهو في سعة والله تعالى أعلم . فإن قيل ففي صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا استنصح أحدكم أخاه فلينصح له )) ، وهويدل على تعليق الوجوب بالاستنصاح لا مطلقاً ، ومفهوم الشرط حجة في تخصيص عموم المنطوق . فجوابه : يمكن حمل ذلك على الأمور الدنيونية كنكاح امرأة ومعاملة رجل ونحو ذلك ، والأول يحتمل بعمومه في الأمور الدينية التي هي واجبة على كل مسلم ،و الله تعالى أعلم.

…..


…..

الحديث الثامن - أمرت أن أقاتل الناس حتى …
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى. (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم :(( أمرت إلخ.. )) فيه دليل على أن مطلق الأمر وصيغته تدل على الوجوب.

قوله صلى الله عليه وسلم :((فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم )) ، فإن قيل : فالصوم من أركان الإسلام وكذلك الحج ولم يذكرهما صلى الله عليهوسلم، فجوابه : أن الصوم لا يقاتل الإنسان عليه بل يحبس ويمنع الطعام والشراب ، والحج على التراخي، فلايقاتل عليه ، وإنما ذكر رسول الله صلى عليه وسلم هذه الثلاثة لأنه يقاتل على تركها ولهذا لم يذكر الصوم والحج لمعاذ حين بعثه إلى اليمن ، بل ذكر هذه الثلاثة ، خاصة ..

وقوله صلى الله عليه وسلم : ((إلا بحق الإسلام )) فمن حق الإسلام فعل الواجبات ، فمن ترك الواجبات جاز قتاله كالبغاة ، وقطاع الطريق ، والصائل ، ومانع الزكاة ، والممتنع من بذله الماء للمضطر والبهيمة المحترمة . والجاني والممتنع من قضاء الدين مع القُدرة ، والزاني المحصن ،و تارك الجمعة والوضوء.
ففي تلك الأحوال يباح قتله وقتاله ، وكذلك لو ترك الجماعة ،وقلنا إنها فرض عين ، أو كفاية .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( و حسابهم على الله )) يعني من أتى بالشهادتين واقام الصلاة وآتى الزكاة عصم دمه وماله ، ثم إن كان فعل ذلك بنية خالصة صالحة فهو مؤمن ، وإن كان فعله تقية وخوفاً من السيف كالمنافق فحسابه على الله ، وهو متولي السرائر ،وكذلك من صلى بغير وضوء أو غسل من الجنابة ، أو أكل في بيته وادعى أنه صائم ، يقبل منه وحسابه على الله عز وجل والله أعلم.

…..


…..

الحديث التاسع - ما نهيتكم عنه فاجتنبوه …
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم. (رواه البخاري ومسلم)

شرح وفوائد الحديث
قوله صلى الله عليه وسلم (( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه )) أي اجتنبوه جملة واحدة لا تفعلوه ولا شيئاً منه ، وهذا محموله على نهي التحريم ، فأما نهي الكراهة فيجوز فعله ، وأصل النهي في اللغة : المنع .

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )) فيه مسائل : منها إذا وجد ماء للوضوء لا يكفيه فالأظهر وجوب استعماله ثم يتيمم للباقي . ومنها إذا وجد بعض الصاع في الفطرة فإنه يجب إخراجه . ومنها إذا وجد بعض ما يكفي لنفقة القريب أو الزوجة أو البهيمة فإنه يجب بذله . وهذا بخلاف ما اذا وجد بعض الرقبة فإنه لا يجب عتقه عن الكفارة ، لأن الكفارة لها بدل وهو الصوم .

وقوله صلى الله عليه وسلم :(( فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم علىأنبيائهم )). اعلم ان السؤال على أقسام :
القسم الأول : سؤال الجاهل عن فرائض الدين كالوضوء والصلاة والصوم ، وعن أحكام المعاملة ونحو ذلك .
وهذا السؤال واجب وعليه حمل قوله صلى الله عليه وسلم :(( طلب العلم فريضة على كل مسلم )) ومسلمة ، ولا يسع الإنسان السكوت عن ذلك قال تعالى :
{ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [النحل:43]، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : إني أعطيت لساناً سؤولاً وقلباً عقولاً ، كذلك أخبر عن نفسه رضي الله تعالى عنه .

والقسم الثاني: السؤال عن التفقه في الدين سبحانه وتعالى : { فلولا نفر َ مِنْ كُلَّ فرقةٍ منهم طائفة ، ليتفقهوا في الدين ولِينذِروا قومَهُمْ إذا رَجَعوا إليهم لعلهم يَحذَرون } [التوبة:122].
وقال صلى الله عليه وسلم :(( ألا فليعلم الشاهد منكم الغائب )).

القسم الثالث : أن يسأل عن شيء لم يوجبه الله عليه ، ولا على غيره ، وعلى هذا حمل الحديث لأنه قد يكون في السؤال ترتب مشقة بسبب تكليف يحصل ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( وسكت عن أشياء رحمة لكم فلا تسألوا عنها )) . وعن علي رضي الله عنه لما نزلت {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ً} [آل عمران :97].
قال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فأعرض عنه ، حتى أعاد مرتين أو ثلاثاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وما يوشك أن أقول نعم ، والله لو قلت : نعم لو جبت ، ولو وجبت لما استطعتم ، فاتركوني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمر فأجتنبوه )). فإنزل الله تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تُبْدَ لكم تَسُؤُكُم } [المائدة:101].
أي لم آمركم بالعمل بها ، وهذا النهي خاص بزمانه صلى الله عليه وسلم . أما بعد أن استقرت الشريعة ،و أمن من الزيادة فيها زال النهي بزوال سببه ،وكره جماعة من السلف السؤال عن معاني الآيات المشتبهة .

سئل مالك رحمه الله تعالى عن قوله تعالى : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] فقال : الاستواء معلوم، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة وأراك رجل سوء أخرجوه عني .

وقال بعضهم: مذهب السلف أسلم ، ومذهب الخلف أعلم : وهو السؤال.

الجمعة، 13 سبتمبر 2024

نجوى

 

نجوى

كتبهامحمود مرسي ، في 5 يونيو 2007 الساعة: 01:35 ص



…..

تروح النـظرة من عينـك على عنيه

ولسـه القرب من قلبك بعيـد عني

وبسمة حب مرسومه على قلوبنا

وغنوة حب مـا نسـيتها ولا ثانيـة

وكلمة حب ما تقاليتش ليـك مني !ـ

حياتنا ازاي وطول البعد ده بينا

…..

وعمر ازاي ما فيش فيه وصال ولا شويه

تعالى نعيش وننسى الدنيـا ونغني

ولا يأثرش فينا عزول يقول عنا

…..

كلام الناس على وصالنا وعلى الدنيا

وحكم الناس على حياتنا ده إيه يعني

لا ح يزود ولا ينقَّص حياه منا

..يا أحلى حب قلبي اتمنى يحلـم بيـه

تنور من ضيـاء شـمعاته أحلامه

يا حب معاه يادوب الدهر يكفينا

…..

يا أجمل قلب قلبي اتمنى يوصـل ليه

يابهجة عمر فيه سـنواته أيامـه

يارب تكـون أمـانيَّ أمانينـا

…..

ما كان يفضل على وصالنا يادوب ألاقيه

بين القلبين وينسى الحب آلامه

يارب تكون ـ نعيش تحلى ليالينـا

…..

 بقالي سنين وانا مشـتاق أعيش لياليه

واحس ف صحبه ويَّا عنيك بأنغامه

تشـاغلنا وتعاهدنـا تدوم لينـا

…..

دي غنوة حب ما نسـيتها ولا ثانيه

ولسـه القرب من قلبك بعيد عني !ـ

حياتنا ازاي وطول البعد ده بينـا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تجيني النظره مش بافهـم معانيهـا

ولما تروح بافكر إيه يكون قصـدك

معاني كتير ياربي كان إيـه معناهـا

 

يارب القصد م النظره أدوب فيها ؟

يا نـور الحب ريحني وقــول ردك

دنا باهواك يا أجمل زهره شـفناها

…..

بسحر عنيك وبرموشـك حواليها

سحرت عنيـَّه والجنـه على خدك

هواك النظره بتشـيله ف مغزاها ؟

…. 

شفايفك سـاكته مش بتدلني بيها

في سـكتتها جمال ما يبانش غير عندك

بادوب ويـاه لكـن حيرني وياهـا

…..

يا بسمه حلوه ف عيونه بالاقيهـا

قولي له رد عن قلبك بلاش صـدك

قولي له يلين على شـفايفه وينساها

…..

تروح للكلمه وتقولهـا وتحكيهـا

معشم بيها قلب ما داقش غير بعدك

ياريت تسـمع قوالتها وترضـاها

…..

وأشـعر في الحياه بسـمه تحليهـا

يارب تصون حبيب قلبي دنا عبدك

وبادعيلك تصـون زهره وترعاهـا

…..

 وتوصل بين قلوب هايمه وتواليهـا

د انـا باتمنى من قلبـك جمال ودك

يا وردة حب بين قلبين زرعناهــا

…..

وليه النظره من عينـك على عنيـَّه

ولسـه القرب من قلبك بعيد عني

حياتنا ازاي وطول البعـد ده بينـا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يا شـمعة حب بتنـور حيـاة قلبي

وقلبي من ضيـاء نـورك بيوعدني

بأحلى وعـود تعيش وياها آمـالي

….. 

تفـوت مره ببهجـة عمر من جنبي

ولا تقوليش على كلمه بتسـعدني

ونفسي أقولهـا أو إنت تقولهـالى

…..

تفـوت ازاي على عطشـان وبتخبي

معاك شـربات وتقدر منه ترويني

ولو كان مُـرْ عايزك منـه تملالي

…..

ونفسي تقول .. معـاك الميه إيه ذنبي

أعيش اتمنى نقطــة ميـه تديني

ونقطه واحـده والله يارب تحلالي

…..

 وباحلف لك بكــل يمين ونـور ربي

طول الأيـام بامني نفسي ترضيني

بكلمة حب تإسـرني وتهنـالي

…..

بنص إشــارة تلـقى قلـبي بيـلبي

نِـدا قلبك ولا فيه حاجه تبعدني

ده ف اللحظه سـعادة عمر تبقالي

…..

حاولت وكل مره بادوق معـاك غلبي

وقبل ما اقول كلامي مش بتسمعني

لكن ف عنيك بالاقي نظره جيالي

 …..

تروح النظره من عينـك على عنيـَّه

ولسـه القرب من قلبك بعيد عني

حياتنا ازاي وطول البعـد ده بينا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ساعات القلب بيقولي جايز ما هَوَاك

باقول الكلمه مش يمكن بتسـتناك ؟

أو الأيـام في يـوم ناويه تقربنا ؟

…..

يقول الفكر من غلبه دنا ح انساك

بافكر فيك وصورتك في الخيال بقياك

ح اعيش ويَّاها لو فيه حاجه تبعدنا

…..

 كفايا الشعر ع الخدين ياخدني معاك

ونظرة عين بتضمن لك أهيـم بهواك

الشـفه أسرت كلام يفَرَّحنا

…..

ح اعيش استنى لما الكلمه تنسى جفاك

وتحكيها وحواليها أحس رضـاك

واحس معاك حنان قلبـك بيرعانا

…..

ومن عطفك على القلب اللي يتمناك

يطول العمر واسـعد بالغرام وياك

واشوف ف الدنيا كل الدنيا تهوانا

دي رقة نسـمه أو رقة أرق ملاك

وجنة حب كل زهورها صـحبه معاك

باشوفها لما اشوف طيفك بيوصلنا

…..

ولـو حتى أقَضِّي العمـر أسـتناك

ما دام توعدني إني ف مره راح ألقاك

ده يومها الدنيا مش ممكن تقَضِّينا

…..

يا أحلى ربيـع لزهرة حب تتمناك

ومن سـحرك بترويها ومن نجـواك

تحليهـا وتِحْلى بيهـا أيامنــا

…..د انـا باهـواك

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــ

الخميس، 12 سبتمبر 2024

بكل أسف ـ ـ ـ

 

بكل أسف ـ ـ ـ

كتبهامحمود مرسي ، في 21 مايو 2007 الساعة: 20:15 م

بكل أسف ـ ـ ـ

أدب الحوار

…..

نحن نعلم أبناءنا وبناتنا في المدارس فن المناظرات كنشاط من الأنشطة … ـ

وهذا النشاط ببساطة عبارة عن طرح قضية معينة من القضايا التي تشغل الرأي العام مثل عمل المرأة ، أو الدروس الخصوصية ، …. إلخ

ويتشكل من التلاميذ فريقين أحدهما مؤيداً والآخر معارضاً ويتم تدريبهم على استعراض وقبول الرأي والرأي الآخر بنظام وهدوء ودون عصبية وما يتعلمه التلاميذ يندرج تحت فنون ’’أدب الحوار‘‘ …. ولكن بكل أسف ؛؛؛؛ ـ

تأتي بعض برامج التليفزيون في القنوات الفضائية تطالعنا بما تعتبره برامج ساخنة تستعرض فيها طرق الحوار التي تشعر وأنت تراها أن جهاز التليفزيون سيقوم من مكانه ويقفز ويشتعل مع ما يحدث من فوضى في الحوار وياللأسف من ضيوف كبار في مجالات تتسم بالعقلانية والرزانة ولكن بكل أسف يعطوننا أســوأ مثل في أنظمـــة الحـــوار والمناقشـــة من مقاطعـــات في الحـــوار وما يسمى ’’غلوشة‘‘ على رأي من الآراء لتشويهه ويصل الوضع لأن يدير المذيع حوارا مع أحد الضيوف وعلى التوازي يتكلم ضيف آخر بصوت مرتفع مع ضيف ثالث ولا تكاد كمشاهد أن تفهم ما يقال ….. ـ

فماذا يعتبر أولادنا وتلاميذنا ما نقوله وندربهم عليه من نظام وفن وذوق في المناظرات ….. هل هو مثالية ضائعة ، أم إيتيكيت أولاد الذوات فقط ؟ ـ

أليست وسائل الإعلام من أهم الوسائل وأكثرها أثراً وتأثيراً على أولادنا وعليهم واجب المعاونة في تعليمهم وتربيتهم ؟ !! ـ

…..

بقلم محمود مرسي