الجمعة، 25 أكتوبر 2024

من هول سحركِ

 

من هول سحركِ

…..

والتقت عينانا ..

وبها وميض غريب ،

ولأول مرة تنتفض نبضات قلبي

وأحس بعينيَّ وكأنها طفل وجد أمه ،

وأنفاسي كمحموم كاد يهوي من قمة جبل .

ووجدتِني أسبح بعيداً عنكِ ..

إنما في عينيكِ ،

في رقتك ..

في جمالك ..

في أنغام صوتكِ ..

في دفء كتفك .

عينان .. .. أخذتني نظرتهما الرقيقة ،

ولم أذكر سوى رقتها .

وثغر جذب عيني وأنتِ تتكلمين .. ..

جذبتني رقصات شفتيكِ ونبرات كلماتكِ

وامتلأ قلبي بما هو أجمل من الجمال .. ..

وهو الإحساس بالجمال .

إنني لأول مرة ..

أشعر شعوراً لا أستطيع أن أصفه ؛

ليس لروعته فحسب ..

بل لأني لا أستطيع أن أفهمه .. ..

إعجاب شديد ..

وفتنة آسرة ..

وذكريات جميلة عن لحظات .. ولا يمكن جمعها !

فإنها كمشاهد من حلم جميل ؛

لا أدري كيف أصلها لتتألف منها القصة التي أبهرتني ،

إنها مجموعة من المشاعر ازدحم بها صدري ؛

توالدت في لحظات غاية في القِصَر التقت فيها عينانا ..

وكَفِّي يحتضن كتفك .

لم يمض على ذلك اللقاء سوى لحظات ..

غاية في القِصَر أيضاً ؛ لو تحسب بحسابنا المعتاد .. ..

ولكنها بحساب مشاعري .. .. أيام وليالي طوال ،

فكم أنا مشتاق للقاء آخر ..

أراكِ من جديد ؛ أيتها الحالمة .. ..

ولكن .. .. من هول سحركِ .. لا أذكر ملامحك !!

فقد التقت نظراتنا وأرواحنا ،

وانشغلت عيناي بمعايشة الجمال عن مشاهدة الجمال

فلا تشك في جمالك وفتنتك .

لن أعرفك إلا إذا تكرر موقف اللقاء ..

أو تشابهت الأحداث .

إنني أستحلفك بأعمق المشاعر بين جنباتك ..

أن تجدي طريقاً للقاء .

لا أذكر ملامحك ِ ..

لا أعرف من أنتِ سوى أنكِ آسرتي ،

ولا أعرف أين أنتِ إلا أنك في مخيلتي ،

ولا أعرف كيف يصلك سؤالي إلا أنه نجواي .

إنما أحيا على أمل اللقاء ..

سأعرفك من نظرتك ..

من نبراتكِ ..

من حركات شفتيكِ ..

من دفء كتفكِ ..

لابد سأعرفكِ !

…..

بقلم محمود مرسي

الخميس، 24 أكتوبر 2024

كلمات في نشأة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

 

كلمات في نشأة رسول الله

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

…..

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله . وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء وعلى آله وصحبه وسلم ، سيد العالمين ، ورسول رب العالمين ، بعثه الله رحمة للعالمين . أدى الرسالة وبلغ الأمانة ، أنقذ الله به البشر من الضلالة ، وهدى الناس إلى الصراط المستقيم ؛ صراط الله الذي لا إله إلا هو ، له ما في السماوات وما في الأرض ، وإليه تصير الأمور .

إجمالاً

كان النبي صلى الله عليه وسلم منذ نشأته يمتاز في قومه بأخلاق فاضلة ، وصفات كريمة . فكان أفضل قومه مروءة ، وأحسنهم خلقاً ، وأعزهم جواراً ، وأعظمهم حلماً ، وأصدقهم حديثاً ، سلس المعاملة ، وأعفهم نفساً وأكرمهم خيراً ، وأبرهم عملاً ، وأوفاهم عهداً ، وآمنهم أمانة ، ولذا سماه قومه ’’الأمين‘‘ .

الرضاعة

بعد مولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ؛ أرضعته ’’ثويبة‘‘ مولاة ’’أبي لهب‘‘ بلبن ابن لها يقال له ’’مسرُوح‘‘ ، وكانت قد أرضعت في السابق ’’حمزة بن عبد المطلب‘‘ .

ثم استرضع له جده ’’عبد المطلب‘‘ ’’حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث‘‘ . ورأت ’’حليمة‘‘ من بركته صلى الله عليه وسلم ؛ ما قصت منه العجب ..

فحدثت بأنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن صغير ترضعه في نسوة من ’’بني سعد بن بكر‘‘ تتلمس الرضعاء ، وذلك في سنة مجدبة لا خضرة فيها ولا مطر ؛ خرجت على حمارة بيضاء هزيلة ، ومعها ناقة مسنة ضرعها لا يكاد يقطر لبناً ، وما ينامون ليلتهم من بكاء صبيهم من الجوع ؛ وليس في ثديها ما يغنيه . ولما بلغوا مكة ؛ فكل من كان معها من النسوة أخذت رضيعاً عداها ، وكلهن رفضن أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتمه ؛ مما أخافهم من أنهم لن يجدوا المعروف من أمه أو جده . فقالت ؛ إنها لتكره أن ترجع دون رضيعاً ، فأخذت هذا اليتيم ؛ حيث لم يبقى لها رضيع غيره ! . ولكنها تروي .. أنها بمجرد أن أخذته ؛ جرى اللبن في ثدييها وشرب منها حتى ارتوى ، وشرب ابنها أيضاً حتى ارتوى ، وناما في هدوء . وأصبحت الناقة أيضاً ممتلئة باللبن ، فحلب منها زوجها وشربا معاً حتى رُويا وشبعا . فجلب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه لمرضعته الخير الوفير .

شق الصدر

وقع حادث شق الصدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ في ’’بني سعد‘‘ في السنة الرابعة بعد مولده ، حيث أتاه ’’جبريل‘‘ عليه السلام ؛ وهو يلعب مع الغلمان ، فأخذه فصرعه وشق عن قلبه ، فاستخرج القلب ، واستخرج منه علقة فقال هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ، ثم لأَمه (ضم بعضه إلى بعض) ثم أعاده مكانه . وجرى الغلمان إلى مرضعته وقالوا لها إن ’’محمداً‘‘ قد قتل . ولكنه عاد إليهم وهو ممتقع اللون . وكان هذا سبباً لإعادته إلى أمه .

أمه الحنون

بعد أن عاد إليها ابنها ، رأت أن تأخذه معها ؛ وفاء لذكرى زوجها الراحل ؛ لزيارة قبره في يثرب في صحبة جده ’’عبد المطلب‘‘ وخادمتها ’’أم أيمن‘‘ ، ولكنها توفيت أثناء عودتها من هذه الزيارة .

الجد العطوف

رق ’’عبد المطلب‘‘ لحفيده اليتيم بعد وفاة أمه رقة لم يرقها على أحد من أولاده . وكان يقول لأعمامه : دعوا ابني هذا ؛ فوالله إن له لشأناً . ثم يجلسه معه على فراشه ويمسح ظهره بيده .

وتوفي ’’عبد المطلب‘‘ بمكة عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تخطى الثامنة من عمره .

وضمه عمه ’’أبو طالب‘‘ إلى ولده ؛ بل وقدمه عليهم . وظل معه فوق أربعين سنة يعز جانبه .

بحيرَى الراهب

إرتحل ’’أبو طالب‘‘ إلى الشام للتجارة مصطحباً معه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان قد بلغ الثانية عشر من عمره . ولما بلغ ’’بُصرَى‘‘ وهي من أراضي الشام ؛ ’’وقَصَبَة لحُوران‘‘ كان في هذا البلد راهب عرف بـ ’’بحيرَى الراهب‘‘ لايخرج للقوافل ؛ ولكنه خرج هذه المرة وتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين . فقالوا له : وما علـَّمك بذلك ؟ . فقال : إنكم حيث أشرفتم من العقبة ؛ لم يبقى حجر ولا شجر إلا خر ساجداً ؛ ولا يسجدان إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل غضروف كتفه ، وإنا نجده في كتبنا . وسأل ’’أبا طالب‘‘ أن يرده ولا يقدم به إلى الشام ؛ خوفاً عليه من الروم واليهود .

حلف الفضول

قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ بعد أن أكرمه الله بالرسالة (لقد شهدت في دار ’’عبد الله بن جدعان‘‘ حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو أدعى به في الإسلام لأجبت) ، وقد قام هذا الحلف في دار ’’عبد الله بن جدعان اليتمى‘‘ حيث اجتمع به قبائل قريش : ’’بنو هاشم‘‘ ، و’’بنو المطلب‘‘ ، و’’أسد بن عبد العزى‘‘ ، و’’زهرة بن كلاب‘‘ ، و’’تيم بن مرة‘‘ ، وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها ؛ وغيرهم ؛ إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد إليه مظلمته .

عمله

كان في أول شبابه يرعى الغنم . وفي الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال ’’خديجة‘‘ رضي الله عنها ، حيث بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ مدى صدق حديثه ، وعظم أمانته , وكرم أخلاقه ، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراً .

زواجه بخديجة

بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ إلى مكة ، ورأت الأمانة والبركة في مالها ، وما رأته من شمائل كريمة ، وفكر راجح ومنطق صادق ونهج أمين ، حدثت صديقتها ’’نفيسة بنت منبه‘‘ فذهبت إليه صلى الله عليه وسلم ؛ تفاتحه أن يتزوج خديجة ، فرضي بذلك ، وكلم أعمامه فخطبوها إليه ، ثم تزوجها , وكانت في الأربعين من عمرها . ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت .

بناء الكعبة

في سن الخامسة والثلاثين سنة ، وقبل البعثة بخمس سنوات ؛ جرف مكة سيل شديد انحدر إلى البيت الحرام فأوشكت الكعبة على الانهيار . مما اضطر قريش إلى تجديد بنائها حرصاً على مكانتها . وبعد هدمها حتى وصلوا إلى قواعد ’’إبراهيم‘‘ ، وحينما هموا بالبناء ، جزأوا الكعبة وخصصوا لكل قبيلة جزءاً منها لبنائه . ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه ، واستمر النزاع أربع ليال أو خمساً ، وكاد يتحول إلى حرب، إلا أن ’’أبا أمية بن المغيرة المخزومي‘‘ عرض عليهم أن يُحَكـًّموا بينهم أول داخل عليهم . وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلما رأوه هتفوا : هذا الأمين ، رضيناه ، هذا ’’محمد‘‘ . وأخبروه بخلافهم ، فطلب رداء ، فوضع الحجر وسطه ، وطلب من رؤساء القبائل أن يمسكوا جميعاً بأطراف الرداء ، ويرفعوه ، حتى وصلوا إلى موضعه ؛ أخذه بيده فوضعه مكانه . ورضي القوم بهذا الحل .

…..

أضاءت الكلمات بسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم ؛ منذ نشأته وحتى قبل أن يكلفه الله بالرسالة .

اللهم إليك الأمر وعليك التدبير وبيدك الخير ، وإذا أردت شيئاً فإنما تقول له كن فيكون . سبحانك يا ربنا .

 

بقلم محمود مرسي

…..

المعلومات من كتاب الرحيق المختوم

فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري

ومن الأزهر الشريف

ومن السيرة العطرة من العنوان:

http://d1d.net/1/buharoon/seeraa.html

الاثنين، 14 أكتوبر 2024

أوبريت العلم والصداقة

 

أوبريت العلم والصداقة

مقدمة

ـ الأوبريت تأليفي وتلحيني .. وهي التجربة الوحيدة لي سواء تأليف أوبريت أو تلحينه وكانت بسبب ..
إني كنت بالمملكة العربية السعودية ، أعمل مدرساً بمدرسة ثانوية الصديق بمدينة جدة - بطريق المحجر ، وكان بالمدرسة زميل مصري أيضاً مدرس أحياء إسمه معوض يقوم بإخراج مسرحية الحفل الختامي كل عام بالمدرسة ، وفي هذا العام .. التحق بالمدرسة مدرس مصري آخر للأحياء أيضا إسمه أسامة كانت عنده خبرة أكثر في العمل المسرحي ؛ حيث كان يعمل بمسرح الطليعة بمصر مما حدى به أن يقوم هو بإخراج مسرحية الحفل الختامي مما أحزن زميلي معوض .. فأشرت إليه بإخراج لون آخر يقدم إلى جانب المسرحية وليكن أوبريت ، فاستحسن الفكرة واستصعبها .. من يكتبه ومن يلحنه ؟ فقلت له أنا سأحاول
ـ تم إعداد الأوبريت في مايو 1979 / جمادى الثانية 1399
ـ قدم الأوبريت على مسرح مدرسة ثانوية الصديق في حفل ختام العام الدراسي 1978/1979في نفس الشهر المشار إليه ونال الأوبريت درع تقدير من رعاية الشباب




إضغط هنا لسماع الأوبريت

شخصيات الأوبريت

عمر : طالب في الصف الأول الثانوي ، متفوق ؛ هادئ ؛ منمق في مظهره
عبد الله : طالب ماكر ذكي ، متوسط في كل شئ .. الطول والعرض والأناقة
الأستاذ رشاد : مدرس اللغة العربية ــ بين 45 - 50 سنة
المدير : في الخمسينات ، طويل ؛ بشعر أبيض كثيف ؛ وقور المظهر ؛ يتميز بعمق النظرات
الأستاذ صالح : مدرس الكيمياء ــ في الثلاثينات
خالد : طالب تبدو عليه الهموم والأحزان ودائم الشرود
هارون : طالب
مصطفى : طالب
عم زياد : فراش (عامل) بدين ؛ في الخامسة والثلاثين ؛ فظ الملامح
إلى جانب ثلاثة كمبارس من الطلبة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأوبريت

صوت وقور خلف الستار

بالعلم يا أولادي
تبنى الحضارات
هيا سويا هيا
نحيي الثقافات

صوت الكورس في لحن نشيد

هيا بنا هيا
إلى الفصول هيا
ندرس ونتعلم
ونستفيد شيئا
هيا بنا هيا

يتكرر المقطع الأخير أثناء فتح الستار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الأول

المنظر : فصل مدرسي يتكون من عدد من الماصات (المقاعد الدراسية) ، ومكتب للمدرس ، وسبورة على حامل ، ومنضدة عليها كرة أرضية ، وحكمة معلقة ، ولوحة قليلة الجودة كوسيلة تعليمية من صنع الطلاب ، وسلة مهملات

بينما الطلاب في فوضى داخل الفصل يجري هذا الحوار بين عمر وعبدالله وهما واقفان

عمر : عبدالله .. والدي أخبرني هذا الصباح
أنه يحمل إلي هدية عند النجاح
عبد الله : وما هي هديتك
عمر : لست أدري .. إنما ثمن الكفاح
عبد الله : ووالدي ينوي يسلمني التجارة
عمر : تديرها ؟
عبد الله : فقد تقدم سنه
عمر : ستلزمك فيها المهارة
عبد الله : بل سأدرس التجارة
سأنتسب بالجامعة

يدخل الأستاذ رشاد مشيراً للطلبة بيديه للجلوس بأماكنهم

الأستاذ رشاد : هيا شباب الجيل
إلى أما كنكم
بالشرح والتفصيل
سيقترب منكم
شاعر مهجري
شعره سهل ثري
إنه إليا أبو ماضي
عبد الله : من قلت يا أستاذ ؟
الأستاذ رشاد : إليا أبو ماضي

يذهب الأستاذ رشاد إلى السبورة ويكتب عليها التاريخ وعنوان الدرس ’’من شعراء المهجر .. إليا أبو ماضي‘‘ والتلاميذ يخرجون كتبهم من ماصاتهم ، يلتفت إلى التلاميذ

الأستاذ رشاد : لقاؤنا بقصيدة
تعني التفاؤل بالحياة
مشاعر الإنسان فيها
عين ما صنعت يداه

يتجه إلى السبورة بخطوات وئيدة ، ثم يواجه الطلبة فاردا يديه

الأستاذ رشاد : أي هذا الشاكي وما بك داء
كن جميلاً ترى الوجود جميلا

ثم يشير إلى عمر ليردد ويشير إلى عبد الله ثم يشير إلى خالد فيجده شارداً

الأستاذ رشاد : يا خالد ..
لِمَا أراك شارد
خالد : فعلاً شتتُّ
فعاودتني شدائد
الأستاذ رشاد : لا يا بني
فنحن جمع موحد
أنتم بني
وأنا بدوري كوالد
ماذا دهاك ؟
خالد : إن لي أخ وحيد
أمس بات في مرض
في الصباح زاد إني
أكاد أرتعد

يرتد الأستاذ رشاد خطوة سريعة للخلف ويتجه بعينيه للسماء ، ثم يشير إلى خالد

الأستاذ رشاد : الكل يطلب الشفاء
فالله يسمع الدعاء
نجنا يا ربنا
من وساوس قلبنا
عد إلى درسك هنا
فخالقك هو راعنا

يدق الجرس بانتهاء الحصة

الأستاذ رشاد : غداً بإذنه اللقاء
لنستزيد درسنا

يشير الأستاذ رشاد بجدية إلى عمر ، فيهب واقفاً مستغرباً

الأستاذ رشاد : ياعمر .. تكررت شكوى الرفاق
والآن وجب الإتفاق
عمر : لم الضجر !
لم آت شيئاً فيه شر
الأستاذ رشاد : قالوا طباشيراً يدق
رؤوسهم من غير حق
فما الخبر؟
عمر : لم ألق منه قطعة
ولا لدي ما يضر

الأستاذ رشاد ينظر داخل ماصته ويخرج بعض الطباشير

الأستاذ رشاد : هذا كثير.. هذا كذب
صه يا عمر .. لن أنذرك
إن تكرر منك هذا
إنني سأعاقبك
قد عهدت تقدمك
قل فماذا ألم بك

يستنكر الأستاذ رشاد ويخرج ، ويبدأ الطلبة في الخروج من ماصاتهم وتعم الفوضى في الفصل ، وينشد الطلبة

إلى المختبر
لنذهب جميعاً إلى المختبر
إلى المختبر
لدينا دروساً بالمختر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الثاني

المنظر : مختبر(معمل) يتكون من منضدتين طويلتين على إحداها حامل أنابيب ودوارق وعلى الأخرى موقد وصنبور ماء ، كما توجد سبورة على حامل مرسوم عليها رمز ثاني أكسيد الكربون ، ومعلقة لوحتين جيدتين كوسائل إيضاح

يهرول الطلبة وهم مستمرون في الإنشاد ، ويقاطعهم عمر بصوت مرتفع

عمر : لِمَا تقولوا أنني أرمي عليكم
إنني لم ألق شيئاً
إنني لم آذكم

يدخل الأستاذ صالح صائحاً

الأستاذ صالح : ياعمر .. إني رأيتك
تثير ضجة
عمر : ظلمت يا أستاذ
الأستاذ صالح : ليست بحجة
عمر : عبد الله .. قص ما حدث
الأستاذ صالح : حتى إن كنت صادقاً
دائما أحس أنك
قد بلغت تفوقاً
مع ذكائك هادئاً
لا ضجيج مطلقاً

يبدو على وجه عمر التأثر

عمر : إنني أهوى العلوم
أعترف أني الملام
على صياحي المحموم
بصدق مشاعر المظلوم

يمد الأستاذ صالح يده معبراً أنه كفى ، ويتجه نحو السبورة

الأستاذ صالح : حديثنا عن غاز
ثاني أوكسيد الكربون
خواصه ، وآثاره ..
في الإنسان ، أين يكون ؟
توجهوا لتركيبه ..
هذا ، ماذا ترون ؟
الطلبة : ذرة من الكربون
وذرتين أوكسيجين
الأستاذ صالح : تحضيره
..
الطلبة : بيكربونات الصوديوم
مع حمض ، أو مع الليمون

أسئلة سريعة من الطلبة للأستاذ صالح

هارون : عذراً يا حضرة الأستاذ
ماذ يكون غاز الجنون ؟
الأستاذ صالح : تقصد مسبب الاكتئاب ؟
هارون : أقصد به هذا اللعين
الأستاذ صالح : الوقت ضيق يا هارون
بعد الدروس تساءلون
مصطفى : ماذا يسبب بالعيون
الأستاذ صالح : أف لكم
ما خطبكم

يدق جرس نهاية الحصة

الطلبة : جرساً يدق قد انتهى ..
الدرس ، حان الانصراف
الأستاذ صالح : والواجبات يا مصطفى
مصطفى : نكتبها طبعاً لا اختلاف

يقف المدرس يتكلم بلا صوت ويشير بيديه منفعلاً ؛ بينما الطلبة واقفون ويلملمون كتبهم ويبدءون في الخروج .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الثالث

المنظر : حجرة مكتب مدير المدرسة تضم مكتب أمامه مقعدين وثيرين وفوقه تليفون ومكتبة صغيرة بها عدد من الكؤوس والأعلام ، وخريطة كبيرة معلقة على الحائط

يجلس المدير يفتح ويغلق أدراج مكتبه استعداداً للخروج بينما يسمع ضجيجا خارج حجرة مكتبه

الأستاذ رشاد : إلى المدير .. لن أسمعك
وضقت من أكذوبتك
عمر : ظلمتني ..
الأستاذ رشاد : لن أسمعك
غداً سيأتي والدك

يدخل الأستاذ رشاد دافعاً عمر أمامه

المدير : ماذا يدور اليوم يا أستاذ رشاد
هل جئت من أجل الغلام بشكوة ؟

يسرد الأستاذ رشاد القصة بينما يقف عمر يصلح من ثيابه ويستمع رافضاً هذا الحديث

الأستاذ رشاد : فعلاً .. فقد قابلته وقت الخروج
يجري بعيداً خادشاً سيارتي
ألحق بها سوءاً بكسر الإريل
رداً لتحذيري له في حصتي
عمر : أنا برئ .. إني برئ
جريت ألحق بالصديق
فإنه أخفى الكتاب
وراح يجري في الطريق
ليعتلي سيارته

ويستنكر الأستاذ رشاد قصة عمر

الأستاذ رشاد : وها هي ذي قصته

المدير يدور على كرسيه الدوار ويتجه إلى عمر

المدير : ومن تكون ؟
عمر : أدعى عمر
ووالدي أحمد عتيق
المدير : علمت عن تهذيبك
وعن شكاوى لا تليق

ويتجه المدير للأستاذ رشاد الذي جلس على الفوتيه أمام المكتب

المدير : ترتيبه .. ماذ يكون ؟
هل من نجاح ؟
الأستاذ رشاد : في أول المجموعة
دوماً نجاح

صوت الفراش عم زياد ويندفع من الخارج ويدخل لباب المكتب ويدفع من معه فإذا به عبد الله

عم زياد : يا حضرة المدير .. يا حضرة المدير

ينظر المدير للأستاذ رشاد

المدير : ماذا لديه ؟
عم زياد : هذا الفتى الشقي
يحفر بالجدار
المدير : أدخله لي
عمر : عبد الله ! ..
إنني أحتاج لك لما قد صار لي

المدير يوجه الحديث غاضباً لعبد الله بينما هو يرتعد

المدير : ماذا كنت تكتب ؟
عبدالله : إني لم أشاغب
عم زياد : إني كنت أرقب
سب ، رسم غاضب
المدير : هيا مع الأستاذ رشاد
ودعك من هذا العناد

ينهض الأستاذ رشاد من على المقعد ليتجه إلى الجدار المشار إليه

الأستاذ رشاد : هيا معي .. أين المراد
عبدالله : سأعترف ..
الأستاذ رشاد : معي يا زياد

يتجه عمر إلى المدير بينما يخرج المدير أوراقاً ليكتب شيئاً

عمر : عبد الله لي ..
أقوى صديق
المدير : لم أسألك
عمر : إني غريق

يتجه عمر بالحديث لعبد الله

عمر : أستحلفك بالله هل ..
أتلفت شيئاً في الطريق ؟
عبد الله : ماذا أقول !
فإنني حزين
بفعلي المشين
ورأسي اللعين
سأعترف بما
فعلت بالأمين

يدخل الأستاذ رشاد شامتاً في عمر معلنا

الأستاذ رشاد : إن فاعله عمر
إسم كاتبه عمر
فوقَّع الجرئ
تهذيبه احتضر

يصيح عمر خلال ذهوله

عمر : فلا .. وألف لا
أكاد أنصهر

عبد الله ينظر إلى عمر متأثراً

عبد الله : أنا فعلت كل شئ
ليس لي حق السماح

يندهش الأستاذ رشاد ويرفع المدير رأسه ويكف عن كتاباته

الأستاذ رشاد : إذن لم فعلته ؟
عبد الله : شوهت صورة الكفاح
ظناً بأن أكسِّره
ظناً بأن أغيره
إني وددت أن أكون
أول .. وبالجنون

فترة صمت تسود الجميع بينما ينظر عمر إلى صديقه عبد الله ويكاد ألا يصدق

المدير : رأيت يا أستاذ رشاد
حكم القدر

يتجه الأستاذ رشاد إلى عمر ويربت على كتفه

الأستاذ رشاد : رأيت أنني قسوت
على عمر
المدير : مظاهر الأمور
غير ما استتر

ينظر إلى عمر بمعنى أنه الأحق

المدير : والآن إنني استرحت
لما ظهر
تضاءل الصديق
وذاب واندثر
أخطأت يا عمر
فدقق النظر

ويأخذ عمر نفساً عميقاً وينظر إلى السماء رافعا يديه داعياً

عمر : إلاهي الأجل
وخالق البشر
لخالد شقيق
ومنك ننتظر
برحمتك عليه
تجاوز الخطر

ويتجه عمر للمدير وينحني قليلاً

عمر : عفواً أخالفك
بوجهة النظر
صداقتي له
بعمقها البعيد
تفوق في الحدود
سياجه الجديد
فكونه مريض
يخفف الألم
حزنت أنني
وجدته جريح
وليت لم يكن
بفعله صريح

المدير مبتسماً فخوراً بينما عبد الله يبكي في صمت

المدير : هذا جميل يا عمر

ويتجه المدير للأستاذ رشاد

المدير : ما الرأي فيه وما المصير ؟
ماذا ترى بعقوبته
الأستاذ رشاد : تكفيه أنات الضمير
المدير : حقاً .. ولكن ما أتى للمدرسة
ذنباً كبير
عبد الله : مهما أعاقب لن أنال
مثل الذي أشعر به

ينهض المدير ويتوجه إلى عبد الله

المدير : عقوبتك .. إصلاح ما أفسدت
عبد الله : أزيدها .. إعلان ما أفسدت

يتلاقى الصديقان بينما يربت المدير على كتفيهما ، ويأخذ الأستاذ رشاد ليوقع على المحضر

ويسدل الستار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قام بالغناء والتمثيل حسب الظهور على المسرح كل من الطلبة :

عبدالله : إبراهيم الحارقي
عمر : مجدي عبد الواحد نخلة
الأستاذ رشاد : باهر ساكب أبو شمالة
مصطفى : محمد عبد الواحد الغامدي
هارون : عبد الإله الزهراني
خالد : إبراهيم بهكلي
أحمد : أحمد المسعري
الأستاذ صالح : عبد الله عمر
عم زياد : طارق با رشيد
المدير : محمد عبد الوهاب

وقمت أنا بالأداء الصوتي للمدير لغيابه يوم التسجيل
كما قمت بالعزف على العود

قام بالإيقاع الطالب ’’هاشم حمودة‘‘

بقلم محمود مرسي