فلنخلص أعمالنا لله
…..
حديث قدسي
إن أول من يقضى يوم القيامة عليه …
…..
حدثنا يحيى بن
حبيب الحارثى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا ابن جريج حدثنى يونس بن يوسف عن
سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبى هريرة فقال له ناتل أهل الشام
أيها الشيخ حدثنا حديثا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال نعم سمعت
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول » إِنَّ
أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ
فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ
فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ
وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ. ثُمَّ أُمِرَ بِهِ
فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ وَرَجُلٌ
تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِىَ بِهِ
فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ
الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قَالَ كَذَبْتَ
وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ
لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ. فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ
عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِىَ بِهِ
فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ مَا
تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا
لَكَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ هُوَ جَوَادٌ. فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ
أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ ثُمَّ أُلْقِىَ فِى
النَّارِ. «
…..
صحيح
مسلم بشرح النووي
قَوْله : ( تَفَرَّقَ النَّاس عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَقَالَ لَهُ
نَاتِل أَهْل الشَّام أَيّهَا الشَّيْخ ) هُوَ بِالنُّونِ فِي أَوَّله , وَبَعْد
الألِف تَاء مُثَنَّاة فَوْق , وَهُوَ : نَاتِل بْن قَيْس الْحِزَامِيُّ
الشَّامِيّ مِنْ أَهْل فِلَسْطِين , وَهُوَ تَابِعِيّ , وَكَانَ أَبُوهُ
صَحَابِيًّا , وَكَانَ نَاتِل كَبِير قَوْمه .
قَوْله
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَازِي وَالْعَالِم وَالْجَوَاد
وَعِقَابهمْ عَلَى فِعْلهمْ ذَلِكَ لِغَيْرِ اللَّه , وَإِدْخَالهمْ النَّار :
دَلِيل عَلَى تَغْلِيط تَحْرِيم الرِّيَاء وَشِدَّة عُقُوبَته , وَعَلَى الْحَثّ
عَلَى وُجُوب الإخْلاص فِي الأعْمَال , كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى : { وَمَا
أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّين } وَفِيهِ : أَنَّ
الْعُمُومِيَّات الْوَارِدَة فِي فَضْل الْجِهَاد إِنَّمَا هِيَ لِمَنْ أَرَادَ
اللَّه تَعَالَى بِذَلِكَ مُخْلِصًا , وَكَذَلِكَ الثَّنَاء عَلَى الْعُلَمَاء
وَعَلَى الْمُنْفِقِينَ فِي وُجُوه الْخَيْرَات كُلّه مَحْمُول عَلَى مَنْ فَعَلَ
ذَلِكَ لِلَّهِ تَعَالَى مُخْلِصًا .
…..
تعليق
هذا جزاء من قصد بعمله غير وجه الله ، وابتغي به ثناء الناس عليه أو
أراد به متاع الحياة الدنيا . وهو جزاء حاسم صارم ، ولكنه حكيم عادل ، فقد فرض
الله على عباده العمل الصالح ليقصدوه به ، ويتجهوا به إليه . فمن فعل الطاعات
وأراد بها غير الله .. فكيف ينتظر على ذلك ثواباً من الله !! .
ومن
تمام عدل الله أن يوفي كل عامل أجره ، فهؤلاء اللذين ابتغوا بأعمالهم ثناء الناس
ومدحهم وكان ذللك هو الغاية من عملهم قضى الله لهم في الدنيا ما أرادوا ليحرمهم
يوم القيامة من عظيم ثوابه وكريم عطائه ، وليُسَعِّر بهم النار جزاء ما عملوا من
عمل لم يبتغوا به وجهه .
والعجب
العجب ممن يبذل الجهد والوقت بل والمال والنفس لمن لا يملك أن يجزيه إلا قليلاً
حقيراً زائلاً فانياً ، وكان أولى به أن يبذل ذلك لمن ثوابه عظيم وجزاؤه مقيم .
…..
المصادر
نص الحديث : صحيح مسلم
34 - كتاب الإمارة
43 - باب من قاتل للرياء
والسمعة استحق النار
حديث 5032
من موقع المجلس الأعلى
للشئون الإسلامية
http://www.alazhr.com
الشرح
: صحيح مسلم بشرح النووي
من موقع الإسلام
http://www.al-islam.com
التعليق
: من كتاب جامع الأحاديث القدسية
تأليف أبو عبد الرحمن
عصام الدين الصبابطي
…..
بقلم محمود مرسي
…..