الاثنين، 14 أكتوبر 2024

أوبريت العلم والصداقة

 

أوبريت العلم والصداقة

مقدمة

ـ الأوبريت تأليفي وتلحيني .. وهي التجربة الوحيدة لي سواء تأليف أوبريت أو تلحينه وكانت بسبب ..
إني كنت بالمملكة العربية السعودية ، أعمل مدرساً بمدرسة ثانوية الصديق بمدينة جدة - بطريق المحجر ، وكان بالمدرسة زميل مصري أيضاً مدرس أحياء إسمه معوض يقوم بإخراج مسرحية الحفل الختامي كل عام بالمدرسة ، وفي هذا العام .. التحق بالمدرسة مدرس مصري آخر للأحياء أيضا إسمه أسامة كانت عنده خبرة أكثر في العمل المسرحي ؛ حيث كان يعمل بمسرح الطليعة بمصر مما حدى به أن يقوم هو بإخراج مسرحية الحفل الختامي مما أحزن زميلي معوض .. فأشرت إليه بإخراج لون آخر يقدم إلى جانب المسرحية وليكن أوبريت ، فاستحسن الفكرة واستصعبها .. من يكتبه ومن يلحنه ؟ فقلت له أنا سأحاول
ـ تم إعداد الأوبريت في مايو 1979 / جمادى الثانية 1399
ـ قدم الأوبريت على مسرح مدرسة ثانوية الصديق في حفل ختام العام الدراسي 1978/1979في نفس الشهر المشار إليه ونال الأوبريت درع تقدير من رعاية الشباب




إضغط هنا لسماع الأوبريت

شخصيات الأوبريت

عمر : طالب في الصف الأول الثانوي ، متفوق ؛ هادئ ؛ منمق في مظهره
عبد الله : طالب ماكر ذكي ، متوسط في كل شئ .. الطول والعرض والأناقة
الأستاذ رشاد : مدرس اللغة العربية ــ بين 45 - 50 سنة
المدير : في الخمسينات ، طويل ؛ بشعر أبيض كثيف ؛ وقور المظهر ؛ يتميز بعمق النظرات
الأستاذ صالح : مدرس الكيمياء ــ في الثلاثينات
خالد : طالب تبدو عليه الهموم والأحزان ودائم الشرود
هارون : طالب
مصطفى : طالب
عم زياد : فراش (عامل) بدين ؛ في الخامسة والثلاثين ؛ فظ الملامح
إلى جانب ثلاثة كمبارس من الطلبة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأوبريت

صوت وقور خلف الستار

بالعلم يا أولادي
تبنى الحضارات
هيا سويا هيا
نحيي الثقافات

صوت الكورس في لحن نشيد

هيا بنا هيا
إلى الفصول هيا
ندرس ونتعلم
ونستفيد شيئا
هيا بنا هيا

يتكرر المقطع الأخير أثناء فتح الستار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الأول

المنظر : فصل مدرسي يتكون من عدد من الماصات (المقاعد الدراسية) ، ومكتب للمدرس ، وسبورة على حامل ، ومنضدة عليها كرة أرضية ، وحكمة معلقة ، ولوحة قليلة الجودة كوسيلة تعليمية من صنع الطلاب ، وسلة مهملات

بينما الطلاب في فوضى داخل الفصل يجري هذا الحوار بين عمر وعبدالله وهما واقفان

عمر : عبدالله .. والدي أخبرني هذا الصباح
أنه يحمل إلي هدية عند النجاح
عبد الله : وما هي هديتك
عمر : لست أدري .. إنما ثمن الكفاح
عبد الله : ووالدي ينوي يسلمني التجارة
عمر : تديرها ؟
عبد الله : فقد تقدم سنه
عمر : ستلزمك فيها المهارة
عبد الله : بل سأدرس التجارة
سأنتسب بالجامعة

يدخل الأستاذ رشاد مشيراً للطلبة بيديه للجلوس بأماكنهم

الأستاذ رشاد : هيا شباب الجيل
إلى أما كنكم
بالشرح والتفصيل
سيقترب منكم
شاعر مهجري
شعره سهل ثري
إنه إليا أبو ماضي
عبد الله : من قلت يا أستاذ ؟
الأستاذ رشاد : إليا أبو ماضي

يذهب الأستاذ رشاد إلى السبورة ويكتب عليها التاريخ وعنوان الدرس ’’من شعراء المهجر .. إليا أبو ماضي‘‘ والتلاميذ يخرجون كتبهم من ماصاتهم ، يلتفت إلى التلاميذ

الأستاذ رشاد : لقاؤنا بقصيدة
تعني التفاؤل بالحياة
مشاعر الإنسان فيها
عين ما صنعت يداه

يتجه إلى السبورة بخطوات وئيدة ، ثم يواجه الطلبة فاردا يديه

الأستاذ رشاد : أي هذا الشاكي وما بك داء
كن جميلاً ترى الوجود جميلا

ثم يشير إلى عمر ليردد ويشير إلى عبد الله ثم يشير إلى خالد فيجده شارداً

الأستاذ رشاد : يا خالد ..
لِمَا أراك شارد
خالد : فعلاً شتتُّ
فعاودتني شدائد
الأستاذ رشاد : لا يا بني
فنحن جمع موحد
أنتم بني
وأنا بدوري كوالد
ماذا دهاك ؟
خالد : إن لي أخ وحيد
أمس بات في مرض
في الصباح زاد إني
أكاد أرتعد

يرتد الأستاذ رشاد خطوة سريعة للخلف ويتجه بعينيه للسماء ، ثم يشير إلى خالد

الأستاذ رشاد : الكل يطلب الشفاء
فالله يسمع الدعاء
نجنا يا ربنا
من وساوس قلبنا
عد إلى درسك هنا
فخالقك هو راعنا

يدق الجرس بانتهاء الحصة

الأستاذ رشاد : غداً بإذنه اللقاء
لنستزيد درسنا

يشير الأستاذ رشاد بجدية إلى عمر ، فيهب واقفاً مستغرباً

الأستاذ رشاد : ياعمر .. تكررت شكوى الرفاق
والآن وجب الإتفاق
عمر : لم الضجر !
لم آت شيئاً فيه شر
الأستاذ رشاد : قالوا طباشيراً يدق
رؤوسهم من غير حق
فما الخبر؟
عمر : لم ألق منه قطعة
ولا لدي ما يضر

الأستاذ رشاد ينظر داخل ماصته ويخرج بعض الطباشير

الأستاذ رشاد : هذا كثير.. هذا كذب
صه يا عمر .. لن أنذرك
إن تكرر منك هذا
إنني سأعاقبك
قد عهدت تقدمك
قل فماذا ألم بك

يستنكر الأستاذ رشاد ويخرج ، ويبدأ الطلبة في الخروج من ماصاتهم وتعم الفوضى في الفصل ، وينشد الطلبة

إلى المختبر
لنذهب جميعاً إلى المختبر
إلى المختبر
لدينا دروساً بالمختر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الثاني

المنظر : مختبر(معمل) يتكون من منضدتين طويلتين على إحداها حامل أنابيب ودوارق وعلى الأخرى موقد وصنبور ماء ، كما توجد سبورة على حامل مرسوم عليها رمز ثاني أكسيد الكربون ، ومعلقة لوحتين جيدتين كوسائل إيضاح

يهرول الطلبة وهم مستمرون في الإنشاد ، ويقاطعهم عمر بصوت مرتفع

عمر : لِمَا تقولوا أنني أرمي عليكم
إنني لم ألق شيئاً
إنني لم آذكم

يدخل الأستاذ صالح صائحاً

الأستاذ صالح : ياعمر .. إني رأيتك
تثير ضجة
عمر : ظلمت يا أستاذ
الأستاذ صالح : ليست بحجة
عمر : عبد الله .. قص ما حدث
الأستاذ صالح : حتى إن كنت صادقاً
دائما أحس أنك
قد بلغت تفوقاً
مع ذكائك هادئاً
لا ضجيج مطلقاً

يبدو على وجه عمر التأثر

عمر : إنني أهوى العلوم
أعترف أني الملام
على صياحي المحموم
بصدق مشاعر المظلوم

يمد الأستاذ صالح يده معبراً أنه كفى ، ويتجه نحو السبورة

الأستاذ صالح : حديثنا عن غاز
ثاني أوكسيد الكربون
خواصه ، وآثاره ..
في الإنسان ، أين يكون ؟
توجهوا لتركيبه ..
هذا ، ماذا ترون ؟
الطلبة : ذرة من الكربون
وذرتين أوكسيجين
الأستاذ صالح : تحضيره
..
الطلبة : بيكربونات الصوديوم
مع حمض ، أو مع الليمون

أسئلة سريعة من الطلبة للأستاذ صالح

هارون : عذراً يا حضرة الأستاذ
ماذ يكون غاز الجنون ؟
الأستاذ صالح : تقصد مسبب الاكتئاب ؟
هارون : أقصد به هذا اللعين
الأستاذ صالح : الوقت ضيق يا هارون
بعد الدروس تساءلون
مصطفى : ماذا يسبب بالعيون
الأستاذ صالح : أف لكم
ما خطبكم

يدق جرس نهاية الحصة

الطلبة : جرساً يدق قد انتهى ..
الدرس ، حان الانصراف
الأستاذ صالح : والواجبات يا مصطفى
مصطفى : نكتبها طبعاً لا اختلاف

يقف المدرس يتكلم بلا صوت ويشير بيديه منفعلاً ؛ بينما الطلبة واقفون ويلملمون كتبهم ويبدءون في الخروج .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الثالث

المنظر : حجرة مكتب مدير المدرسة تضم مكتب أمامه مقعدين وثيرين وفوقه تليفون ومكتبة صغيرة بها عدد من الكؤوس والأعلام ، وخريطة كبيرة معلقة على الحائط

يجلس المدير يفتح ويغلق أدراج مكتبه استعداداً للخروج بينما يسمع ضجيجا خارج حجرة مكتبه

الأستاذ رشاد : إلى المدير .. لن أسمعك
وضقت من أكذوبتك
عمر : ظلمتني ..
الأستاذ رشاد : لن أسمعك
غداً سيأتي والدك

يدخل الأستاذ رشاد دافعاً عمر أمامه

المدير : ماذا يدور اليوم يا أستاذ رشاد
هل جئت من أجل الغلام بشكوة ؟

يسرد الأستاذ رشاد القصة بينما يقف عمر يصلح من ثيابه ويستمع رافضاً هذا الحديث

الأستاذ رشاد : فعلاً .. فقد قابلته وقت الخروج
يجري بعيداً خادشاً سيارتي
ألحق بها سوءاً بكسر الإريل
رداً لتحذيري له في حصتي
عمر : أنا برئ .. إني برئ
جريت ألحق بالصديق
فإنه أخفى الكتاب
وراح يجري في الطريق
ليعتلي سيارته

ويستنكر الأستاذ رشاد قصة عمر

الأستاذ رشاد : وها هي ذي قصته

المدير يدور على كرسيه الدوار ويتجه إلى عمر

المدير : ومن تكون ؟
عمر : أدعى عمر
ووالدي أحمد عتيق
المدير : علمت عن تهذيبك
وعن شكاوى لا تليق

ويتجه المدير للأستاذ رشاد الذي جلس على الفوتيه أمام المكتب

المدير : ترتيبه .. ماذ يكون ؟
هل من نجاح ؟
الأستاذ رشاد : في أول المجموعة
دوماً نجاح

صوت الفراش عم زياد ويندفع من الخارج ويدخل لباب المكتب ويدفع من معه فإذا به عبد الله

عم زياد : يا حضرة المدير .. يا حضرة المدير

ينظر المدير للأستاذ رشاد

المدير : ماذا لديه ؟
عم زياد : هذا الفتى الشقي
يحفر بالجدار
المدير : أدخله لي
عمر : عبد الله ! ..
إنني أحتاج لك لما قد صار لي

المدير يوجه الحديث غاضباً لعبد الله بينما هو يرتعد

المدير : ماذا كنت تكتب ؟
عبدالله : إني لم أشاغب
عم زياد : إني كنت أرقب
سب ، رسم غاضب
المدير : هيا مع الأستاذ رشاد
ودعك من هذا العناد

ينهض الأستاذ رشاد من على المقعد ليتجه إلى الجدار المشار إليه

الأستاذ رشاد : هيا معي .. أين المراد
عبدالله : سأعترف ..
الأستاذ رشاد : معي يا زياد

يتجه عمر إلى المدير بينما يخرج المدير أوراقاً ليكتب شيئاً

عمر : عبد الله لي ..
أقوى صديق
المدير : لم أسألك
عمر : إني غريق

يتجه عمر بالحديث لعبد الله

عمر : أستحلفك بالله هل ..
أتلفت شيئاً في الطريق ؟
عبد الله : ماذا أقول !
فإنني حزين
بفعلي المشين
ورأسي اللعين
سأعترف بما
فعلت بالأمين

يدخل الأستاذ رشاد شامتاً في عمر معلنا

الأستاذ رشاد : إن فاعله عمر
إسم كاتبه عمر
فوقَّع الجرئ
تهذيبه احتضر

يصيح عمر خلال ذهوله

عمر : فلا .. وألف لا
أكاد أنصهر

عبد الله ينظر إلى عمر متأثراً

عبد الله : أنا فعلت كل شئ
ليس لي حق السماح

يندهش الأستاذ رشاد ويرفع المدير رأسه ويكف عن كتاباته

الأستاذ رشاد : إذن لم فعلته ؟
عبد الله : شوهت صورة الكفاح
ظناً بأن أكسِّره
ظناً بأن أغيره
إني وددت أن أكون
أول .. وبالجنون

فترة صمت تسود الجميع بينما ينظر عمر إلى صديقه عبد الله ويكاد ألا يصدق

المدير : رأيت يا أستاذ رشاد
حكم القدر

يتجه الأستاذ رشاد إلى عمر ويربت على كتفه

الأستاذ رشاد : رأيت أنني قسوت
على عمر
المدير : مظاهر الأمور
غير ما استتر

ينظر إلى عمر بمعنى أنه الأحق

المدير : والآن إنني استرحت
لما ظهر
تضاءل الصديق
وذاب واندثر
أخطأت يا عمر
فدقق النظر

ويأخذ عمر نفساً عميقاً وينظر إلى السماء رافعا يديه داعياً

عمر : إلاهي الأجل
وخالق البشر
لخالد شقيق
ومنك ننتظر
برحمتك عليه
تجاوز الخطر

ويتجه عمر للمدير وينحني قليلاً

عمر : عفواً أخالفك
بوجهة النظر
صداقتي له
بعمقها البعيد
تفوق في الحدود
سياجه الجديد
فكونه مريض
يخفف الألم
حزنت أنني
وجدته جريح
وليت لم يكن
بفعله صريح

المدير مبتسماً فخوراً بينما عبد الله يبكي في صمت

المدير : هذا جميل يا عمر

ويتجه المدير للأستاذ رشاد

المدير : ما الرأي فيه وما المصير ؟
ماذا ترى بعقوبته
الأستاذ رشاد : تكفيه أنات الضمير
المدير : حقاً .. ولكن ما أتى للمدرسة
ذنباً كبير
عبد الله : مهما أعاقب لن أنال
مثل الذي أشعر به

ينهض المدير ويتوجه إلى عبد الله

المدير : عقوبتك .. إصلاح ما أفسدت
عبد الله : أزيدها .. إعلان ما أفسدت

يتلاقى الصديقان بينما يربت المدير على كتفيهما ، ويأخذ الأستاذ رشاد ليوقع على المحضر

ويسدل الستار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قام بالغناء والتمثيل حسب الظهور على المسرح كل من الطلبة :

عبدالله : إبراهيم الحارقي
عمر : مجدي عبد الواحد نخلة
الأستاذ رشاد : باهر ساكب أبو شمالة
مصطفى : محمد عبد الواحد الغامدي
هارون : عبد الإله الزهراني
خالد : إبراهيم بهكلي
أحمد : أحمد المسعري
الأستاذ صالح : عبد الله عمر
عم زياد : طارق با رشيد
المدير : محمد عبد الوهاب

وقمت أنا بالأداء الصوتي للمدير لغيابه يوم التسجيل
كما قمت بالعزف على العود

قام بالإيقاع الطالب ’’هاشم حمودة‘‘

بقلم محمود مرسي

الأحد، 13 أكتوبر 2024

ومضات حول نسب الرسول صلى الله عليه وسلم

 

ومضات حول نسب الرسول

صلى الله عليه وسلم

…..

ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أسرة زكية المعدن نبيلة النسب، جمعت خلاصة ما في العرب من فضائل، وترفعت عما يشينهم من معائب. ويرتفع نسبه صلى الله عليه وسلم إلى نبي الله إسماعيل بن خليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه: ’’إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم.‘‘واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.

عبد المطلب زعيما لقريش
تولى هاشم بن عبد مناف سقاية الحجاج وإطعامهم فقد كان موسرا ذا شرف كبير وهو أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة ،وكان اسمه عمرو، وسمى هاشما لهشمه الخبز للناس وإطعامهم في سنة مجدبة، وهو أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء ورحلة الصيف، ومرت الأيام وتولى عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم وشرف في قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه ، وأحبه قومه.

حفر بئر زمزم
أمر عبد المطلب في المنام بحفر زمزم ، ووصف له موضعها فأصبح بمعوله ومعه ابنه الحارث، ليس له يومئذ ولد غيره، فحفر فيها، فلما بدا لعبد المطلب الحجارة التي تغطي البئر كبر.

منازعة قريش له على البئر
فلما عرفت قريش أنه قد أدرك بئر زمزم فقالوا إنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها. قال: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة بني سعد هذيم وكانت على حدود الشام .

نذر عبد المطلب
ولما كانوا ببعض تلك الصحراء بين الحجاز والشام نفذ منهم الماء فظمئوا حتى أيقنوا بالهلاك ، فقال عبد المطلب: إني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة؛ فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلا واحدا، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة القافلة جميعا. قالوا: نعم ما أمرت به. وحفروا ثم مكثوا ينتظرون الموت عطشا. وفكر عبد المطلب ثم قال فلنضرب في الأرض فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد؛ ارتحلوا، فارتحلوا، ولما ركب عبد المطلب راحلته وقامت به انفجرت من تحت خفها عين من ماء عذب ، فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه ، فاشربوا واستقوا، ثم قالوا: قد والله قضي لك علينا يا عبد المطلب، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم، وخلوا بينه وبين زمزم . وعندئذ نذر عبد المطلب: لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه (أي حتى يكبروا ويحموه) لينحرن أحدهم لله عند الكعبة.

نجاة عبد الله من الذبح
تم عدد أبناء عبد المطلب عشرة أولاد هم : الحارث ، الزبير ، أبو طالب ، عبد الله ، حمزه ، أبو لهب ، الغيداق ، المقوم ، ضرار ، العباس . وكان له ستة بنات هن : أم الحكيم ، برة ، عاتكة ، صفية ، أروى ، أميمة . فلما كبرأبناءه وعرف أنهم سيمنعونه (أي سيحمونه) ، جمعهم ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله بذلك، فأطاعوه، فكتب أسماءهم في القداح (وهي عصي كانوا يقترعون بها عند آلهتهم) واقترع فخرج القدح على عبدالله ،فأخذه عبد المطلب وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه، فمنعته قريش ولاسيما أخواله من بنى مخزوم وأخوه أبو طالب، فقال عبد المطلب: فكيف أصنع بنذري؟ فأشاروا عليه أن يأتي عرافة فيستشيرها ، فأمرت أن يضرب القداح على عبدالله وعلى عشر من الإبل ، فإن خرجت على عبدالله يزيد عشرا من الإبل حتى يرضى ربه ، فإن خرجت على الإبل نحرها ، ففعل فلم يزل يزيد من الإبل عشرا عشرا ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها ، فنحرت عنه ثم تركها عبد المطلب لا يرد عنها إنسانا ولا سبعا، وكانت الدية في قريش وفي العرب عشرا من الإبل فأصبحت بعد هذه الوقعة مائة من الإبل ، وأقرها الإسلام بعد ذلك .

زواج عبد الله ووفاته
اختار عبد المطلب لولده عبدالله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا، وأبوها سيد بنى زهرة نسبا وشرفا، فتزوجها عبدالله في مكة وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة يشتري لهم تمرا، فدخل المدينة وهو مريض، فتوفي بها ودفن في دار النابغة الجعدي، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع الأشعار. وجميع ما خلفه عبدالله خمسة جمال وقطعة غنم ،وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أم أيمن .

مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بنى هاشم بمكة في صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول ،لأول عام من حادثة الفيل . ويقال إن آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة ، فإذا وقع إلى الأرض فقولي : أعيذه بالواحد من شر كل حاسد! ثم سميه محمدا. وقد روي أن إرهاصات بالبعثة قد وقعت عند الميلاد فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي يعبدها المجوس وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت (أي جف ماؤها) .استقبل “عبد المطلب” ميلاد حفيده باستبشار . ومن الموافقات الجميلة أن يلهم “عبد المطلب” تسمية حفيده “محمد”. إنها تسمية أعانه عليها ملك كريم. ولم يكن العرب يألفون هذه الأعلام، لذلك سألوه لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب: أردت أن يحمده الله في السماء .

تعقيبات
أم أيمن هي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “أنا ابن الذبيحين” يعنى نبي الله إسماعيل وأباه عبدالله.

…..

المعلومات من كتاب الرحيق المختوم للشيخ صفي الرحمن المباركفوري ومدققة من موقع الأزهر الشريف

ياله من حوار ؛ ودعاء

 

ياله من حوار ؛ ودعاء

أدب الحوار

…..

قد تجلس إلى طفلك للتحاور معه في الوقت الذي تشغلك فيه أمور حياتك كثيراً . فتعطيه عينيك وفمك وحركات يديك ، ولكن عقلك يسبح بعيداً عنه .

وطبعاً الأمر يختلف إذا كان من تجالسه صديقك وليس طفلك ، فلابد أنك ستراعي عدم الانشغال ذهنياً عنه حتى لا يشعر بعدم اهتمامك به .

والاختلاف أكثر لو كنت تتحدث مع والدك أو مع رئيسك في العمل ، فلابد أن يكون تركيزك معه على أشده وتنسى كل ما كان يشغلك من أمور حياتك .

فما بالك وأنت تتحدث إلى الله عز وجل في صلاتك . وياله من جلال لهذا الموقف الذي يستأهل أن تنسى ما عداه .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : قال الله تعالى : { قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، ( وقال مرة : فوض إلي عبدي ) ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل } .

…..

اللهم استجب

الحمد لله العزيز العليم ، غافر الذنب ؛ وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذي الطول ، لا إله إلا هو إليه المصير

وصلاةً وسلاماً على سيدنا محمد إمام المجاهدين وعلى آله وصحبه حق قدره ومقداره العظيم .

اللهم رب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إغفر لنا ذنوبنا ، وأذهب غيظ قلوبنا ، وأجرنا من مضلات الفتن ما أحييتنا .

اللهم إن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مسئولين ، لا خزايا ولا نداما ولا مبدلين .

اللهم فارج الهم ؛ كاشف الغم ؛ مجيب دعوة المضطرين ؛ رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، فرج الهم عن المهمومين من المسلمين ، ونفث الكرب عن المكروبين من المسلمين ، وفك أسر المأسورين من المسلمين ، برحمتك يا أرحم الراحمين .

سبحانك تسمع كلامنا ؛ وترى مكاننا ؛ ولا يخفى عليك شيء من أمرنا ، نسألك يا ربنا مسألة المساكين ؛ ونبتهل إليك يا ربنا ابتهال الخاضع المذنب الذليل ؛ ندعوك دعاء من خضعت لك رقبته ؛ وذل لك إسمه ؛ ورغم لك أنفه ؛ وفاضت لك عيناه ، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ؛ ويكشف السوء عمن ناداه ، إكشف عنا يا ربنا ما بأمتنا من سوء .

يا كاشف العذاب ؛ ومفتح الأبواب ، إفتح للمجاهدين الأبواب ، اللهم أزل عنهم الصعاب ، واصرف عنهم كل منافق وكذاب ، بقوتك يا رب الأرباب .

إن لم نكن أهلا لنصرك فانصر دينك الإسلام ، اللهم إننا مستعدون للجهاد في سبيلك ، فارزقنا بمن يقودنا للجهاد في سبيلك ، نسألك شهادة في سبيلك ، يا قوي يا عزيز .

ضعفاء فقوي في رضاك ضعفنا ، مذنبون فاغفر لنا ، مقصرون فاعف عنا ، مختلفون فوحدنا ، متفرقون فاجمعنا ، حيارى فاهدنا ، مرضى فاشفنا .

اللهم أجب دعوتنا ، وسدد ألسنتنا ، وارحم في الدنيا غربتنا ، وفي القبور وحشتنا ، وثبت تحت التراب حجتنا ، يا من إليه المشتكى ، يا دافع البلوى نشكوا إليك ضعف قوتنا ؛ وقلة حيلتنا ؛ وهواننا على الناس ؛يا أرحم الراحمين .

أنت رب المستضعفين وأنت ربنا إلى من تكلنا ؟ إلى بعيد يتجهمنا ؟ أم إلى عدو ملكته أمرنا ؟ إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ، ولكن عافيتك أوسع لنا ، نعوذ بنور وجهك ـ الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ـ من أن تنزل علينا غضبك ؛ أو تحل علينا سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

يا من قصمت القياصرة ؛ وقهرت الجبابرة ؛ وخضعت لك أعناق الفراعنة ؛ عليك بالجبارين والظالمين والمفسدين والمنافقين والكافرين أجمعين ؛ اللهم دمرهم تدميرا ،اللهم مزقهم شر ممزق ، ابتليهم بصاعقة من السماء ، اللهم أرسل عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات ؛ ليذوقوا عذاب الخزي في الحياة الدنيا ، أرسل عليهم صاعقة العذاب الهون ، اللهم أحزنهم كما أحزنونا ؛ وأغضبهم كما أغضبونا ؛ وآسفهم كما آسفونا .

يا منتقم يا الله ، اللهم انتقم منهم يا قوي يا متين ، إنزع الوهن من قلوبنا وانصرنا على أنفسنا لننتصر على عدوك وعدونا .

أصلح حكامنا أظهر الغيرة في قلوبهم لنصرة دينك يا رب العالمين .

أنصر إخواننا المجاهدين في كل مكان ، أيدهم بتأييدك وانصرهم بنصرك ، اللهم كن لهم مددا ؛ وكن لهم عونا ؛ يا خير معين ، يا نعم المولى ويا نعم النصير ، اللهم اجبر كسرهم ؛ وتقبل شهداءهم ؛ وارحم ضعفهم ؛ وارحم عزلتهم بقوتك يا قوي يا متين ، أمدهم بمددك ؛ وبجند من جنودك ؛ يا من لا يهزم جنده ، اللهم اهزم المغتصبين المعتدين بقوتك ياقوى يا متين ، وردنا والمسلمين اليك ردا جميلا .

اللهم هذا حالنا لا يخفى عليك ، وهذا ضعفنا ظاهر بين يديك ، فعاملنا بما أنت أهله ولا تعاملنا بما نحن أهله .

حسبنا الله وكفى ، سمع الله لمن دعى ، ليس وراء الله مرمى ، وليس وراء الله منتهى ، اللهم هذا الدعاء ومنك الاجابة ، وهذا الجهد وعليك التكلان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

…..

بقلم محمود مرسي