الذكاء الاجتماعي
أدب الحوار
.....
هو نوع خاص من الذكاء يصاحب السـلوك الاجتماعي ، فهو حسـن السـلوك الاجتماعي ، والذوق الرفيع في الحوار والتعامل مع أفراد المجتمع .
أو بمعنى آخر ؛ هو نوع من أدب الحوار بين الأفراد .
وهو عدم تعرية الحقائق من التجمل والتزين لتكون حسنة المظهر إذا كانت ذات طابع قد يصدم من تقال له حتى نفيده بها دون جرح مشاعره .
فأنا ضد المثل القائل ’’ أقول للأعور إنت أعور في عينه ‘‘ فكيف بالله عليكم نكون بهذه القسـوة .
فعلى سـبيل المثال ؛ قد تلتقي يوما ما بأحد الأصدقاء مصطحبا أحد الأشـخاص المجهولين إليك ، وقد بدا مظهره غير منمق ، فلا تبدأ بالتعامل معه على أنه الخادم أو البواب أو ماشـابه ذلك ، ولكن ابدأ بالتعرف إليه أولا قبل أن تصدمه بعبارات قد تكون غير مناسـبة .
وقد يحدث العكس ؛ أي أن الصحبة تبدو من مظهرها كما لو كان هناك صلة قرابة ، في حين أنه مصطحبا أحد العمال لتركيب السـيراميك ذاهبا للمعاينة أولا ، فقد أصبحت المظاهر متباينة ؛ وهذه ظاهرة صحية ؛ ولكن عليك بالحذر حتى لا يحدث خدش لأحسـاس أحد الطرفين .
وقد يسـتشـيرك أحد الأصدقاء في لوحة أو قطعة ملابس اشـتراها بالفعل . وربما لا يعجبك شكلها وذوقها . فلا تصدمه فيها ولا تنسى أنه اشـتراها بالفعل ولكن سـاعده على الاسـتفادة بها دون أن يكون محل نقد ، فعليك أن تحقق الموازنة بين ألا تشـعره بالندم على ما اشـترى وألا تنبهر بما لديه انبهارا كاذبا ، فإن كانت لوحة مثلا ؛ فقل أنها جميلة ولكنها أخف في موضوعها من أن تناسب مكان يتسـم بالرسـمية مثل حجرة الصالون . وإن كانت قطعة ملابس فهي جميلة في تميزها بكذا وكذا وسـتكون رائعة في الرحلات أو في النادي.. وهكذا .
وإذا تعارضنا في وجهات النظر في الحوار فلا داعي للصراخ وأن تحاول إثبات أن وجهة نظر صديقك خاطئة جدا وغير معقولة . ولكن يكفي أن نقول هذه وجهة نظرك ووجهة نظري هي كذا وكذا .
لا تنسى أننا دائما نختبئ داخل الملابس الأنيقة لنخفي عوراتنا وقبحنا ، وبالتالي ليست كل الحقائق قابلة للتجرد .
.....
بقلم محمود مرسي
.....