السبت، 15 نوفمبر 2014

الأربعون النووية - الجزء الأول

الأربعــون النووية

الجزء الأول
.....
المقدمة
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مكور الليل على النهار، تذكرة لأولي القلوب والأبصار، وتبصرة لذوى الألباب والاعتبار، الذى أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار، وشغلهم بمراقبته وإدامه الإفكار، وملازمة الاتعاظ والادكار، ووفقهم للدأب في طاعته، والتأهب لدار القرار، والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار، والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار‏.‏ أحمده أبلغ حمدٍ وأزكاه وأشمله وأنماه‏.‏ وأشــهد أن لا إله إلا الله البر الكريم، الرؤف الرحيم، وأشــهد أن محمداً عبده ورسوله، وحبيبة وخليله، الهادى إلى صراط مستقيم، والداعى إلى دين قويـــم‏.‏ صلوات الله وســـلامه عليـــه ، وعلى ســـائر النبين ، وآل كل ، وســــائر الصالحين‏.‏ أما بعـــد‏:‏ فقد قال الله تعالى‏:‏ ‏ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ(57)‏}‏ ‏[‏الذاريات‏‏]‏ وهذا تصريح بأنهم خلقــوا للعبادة، فحــق عليهم الاعـتنـــاء بما خلقـــــوا له والإعراض عن حظوظ الدنيـــا بالزهادة، فإنها دار نفادٍ لا محــل إخلادٍ ، ومركب عبور لا منزل حبور ، ومشـــروع انفصام لا موطن دوام‏.‏ فلهذا كان الأيقاظ من أهلها هم العباد، وأعقــل النــار فيها هم الزهاد‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}‏ ‏[‏ يونس‏:‏ 24‏]‏ في هذا المعنى كثير ، ولقد أحسن القائل‏:ـ
.....
إن لله عبــــــادًا فُطـــــنا * * * * * طلقــوا الدنيا وخافــوا الفتنـا
نظــروا فيها فلما علموا * * * * * أنهــــا ليســــت لحي وطنـــا
جعـلوها لُجـــة واتخـذوا * * * * * صالح الأعمــال فيهـا سـفنــا
.....
فإذا كان حالهــا ما وصفته ، وحالنا وما خلقنا له ما قدمته ، فحق على المكلف أن يذهب بنفســـه مذهب الأخيار، ويســـلك مســـلك أولى النهى والأبصار، ويتأهب لما أشرت إليه، ويهتم بما نبهت عليه‏.‏ أصوب طريق له في ذلك، وأشد ما يسلكه من المسالك‏:‏ التأدب بما صح عن نبيناً سيد الأولين والآخرين، وقد قال الله تعالى‏:‏‏ {‏وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}‏ ‏[‏ المائدة‏:‏2‏]‏ وقد صح عن رسـول الله صلى الله عليه وسـلم أنه قال‏:‏ ‏‏والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه‏‏ وأنه قال‏:‏‏‏من دل على خير فله مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً‏‏ وأنه قال لعلى رضي الله عنه‏:‏ ‏‏فوالله لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم‏‏‏.‏ فرأيت أن أجمع مختصراً من الأحاديث الصحيحة، مشتملاً على ما يكون طريقاً لصاحبه إلى الآخرة ، ومحصلاً لآدابه الباطنة والظاهرة ، جامعــاً للترغيب والترهيب وســائر أنواع آداب الســالكين ‏:‏ من أحاديث الزهد ، ورياضات النفوس، وتهذيب الأخـــلاق، وطهارات القـلـــوب وعلاجها ، وصيانة الجوارح وإزالة اعوجاجها، وغير ذلك من مقاصد العارفين‏.‏ وألتزم فيه أن لا أذكر إلا حديثاً صحيحــاً من الواضحــات ، مضافــاً إلى الكتب الصحيحة المشـهورات ، وأصدر الأبواب من القرآن العزيز بآيات كريمات ، وأوشح ما يحتاج إلى ضبط أو شــرح معنى خفى بنفائس من التنبيهات‏.‏ وإذا قلت في آخر حديث ‏:‏ متفق عليه، فمعناه ‏:‏ رواه البخاري ومسلم‏.‏ وأرجو إن تم هذا الكتاب أن يكون سائقاً للمعتنى به إلى الخيرات، حاجزاً له عن أنواع القبائح والمهلكات‏.‏ وأنا سائل أخاً انتفع بشئ منه أن يدعو لي ، ولوالدى ، ومشــايخى ، وســـائر أحبابنا ، والمســـلمين أجمعين ، وعلى الله الكريم اعتمادى ، وإليه تفويضى واســـتنادى ، وحســـبى الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم‏.
.....
الحديث الأول - إنما الأعمال بالنيات
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجـر إليه. (رواه إماما المحدّثين: أبو عبد الله محمـد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة).
.....
شرح وفوائد الحديث
دل الحديث على أن النية معيار لتصحيح الأعمال ، فحيث صلحت النية صلح العمل ، وحيث فسدت فسد العمل ، ، وإذا وجد العمل وقارنته النية فله ثلاثة أحوال : ـ
.....
(الأول) : أن يفعل ذلك خوفاً من الله تعالى وهذه عبادة العبيد .
.....
(الثاني): أن يفعل ذلك لطلب الجنة والثواب وهذه عبادة التجار .
.....
(الثالث): أن يفعل ذلك حياء من الله تعالى وتأدية لحق العبودية وتأدية للشكر ، ويرى نفسه مع ذلك مقصراً ، ويكون مع ذلك قلبه خائفاً لأنه لا يدري هل قبل عمله مع ذلك أم لا ، وهذه عبادة الأحرار ، وإليها أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قالت له عائشة رضي الله عنها حين قام من الليل حتى تورمت قدماه : يا رسول الله ! أتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟قال : (أفلا أكون عبداً شكوراً ؟). فإن قيل : هل الأفضل العبادة مع الخوف أو مع الرجاء ؟ . قيل : قال الغزالي رحمه الله تعالى : العبادة مع الرجاء أفضل ، لأن الرجاء يورث المحبة ، والخوف يورث القنوط .
.....
وهذه الأقسام الثلاثة في حق المخلصين ، واعلم أن الإخلاص قد يعرض له آفة العجب ، فمن أعجب بعمله حبط عمله ، وكذلك من استكبر حبط عمله .
.....
الحال الثاني : أن يفعل ذلك لطلب الدنيا والآخرة جميعها ، فذهب بعض أهل العلم إلى أن عمله مردود واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم في الخبر الرباني: ((يقول الله تعالى : أنا اغنى الشركاء فمن عمل عملاً أشرك فيه غيري فأنا بريء منه )) .
.....
وإلى هذا ذهب الحارث المحاسبي في كتاب (( الرعاية )) فقال : الإخلاص أن تريده بطاعته ولا تريد سواه . والرياء نوعان : أحدهما : لا يريد بطاعته إلا الناس والثاني : أن يريد الناس ورب الناس ، وكلاهما محبط للعمل ، ونقل هذا القول الحافظ أبو نُعيم في ((الحلية ))عن بعض السلف ، واستدل بعضهم على ذلك أيضاً بقوله تعالى: {الجَّبار الُمتَكِّبرُ سُْبحَان الله عَمّا يُشْركوْنَ} [الحشر : 23] ، فكما أنه تكبر عن الزوجة والولد والشريك ، تكبر أن يقبل عملاً أشرك فيه غيره ، فهو تعالى أكبر ، وكبير ، ومتكبر .
.....
وقال السمر قندي رحمه الله تعالى: ما فعل لله قُِبلَ وما فعل من أجل الناس رُدَّ . ومثال ذلك من صلى الظهر مثلاً وقصد أداء ما فرض الله تعالى عليه ولكنه طول أركانه وقراءتها وحسَّن هيئتها من أجل الناس ، فأصل الصلاة مقبول ، وأما طوله وحسنه من أجل الناس فغير مقبول لأنه قصد به الناس .
.....
وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام : عمن صلى فطول صلاته من أجل الناس ؟ فقال : أرجو أن لا يحبط عمله هذا كله إذا حصل التشريك في صفة العمل ، فإن حصل في أصل العمل بأن صلى الفريضة من أجل الله تعالى والناس ، فلا تقبل صلاته لأجل التشريك في أصل العمل ، وكما أن الرياء في العمل يكون في ترك العمل . قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك ، والاخلاص ان يعافيك الله منهما .
.....
ومعنى كلامه رحمه الله تعالى أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراها الناس ، فهو مُراءٍ لأنه ترك العمل لأجل الناس ، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة ، أو زكاة واجبة ، أو يكون عالماً يقتدى به ، فالجهر بالعبادة في ذلك أفضل ، وكما أن الرياء محبط للعمل كذلك التسميع ، وهو أن يعمل لله في الخلوة ثم يحدث الناس بما عمل ، قال صلى الله عليه وسلم: (( من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به )) .
.....
قال العلماء : فإن كان عالماً يقتدى به وذكر ذلك تنشيطاً للسامعين ليعملوا به فلا بأس . قال المرزباني ، رحمه الله تعالى عليه : يحتاج المصلى إلى اربع خصال حتى ترفع صلاته : حضور القلب ، وشهود العقل ، وخضوع الأركان ، وخشوع الجوارح ، فمن صلَّى بلا حضور قلب فهو مصلٍ لاهٍ ، ومن صلى بلا شهود عقل فهو مصل ساهٍ ، ومن صلى بلا خضوع الجوارح فهو مصل خاطىء ، ومن صلى بهذه الأركان فهو مصلٍ وافٍ .
.....
قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال بالنيات )) أراد بها أعمال الطاعات دون أعمال المباحات ، قال الحارث المحاسبي : الإخلاص لا يدخل في مباح ، لأنه لا يشتمل على قربة ولا يؤدي إلى قربة ، كرفع البنيان لا لغرض الرعونة ، أما إذا كان لغرض كالمساجد والقناطر والأربطة فيكون مستحباً . قال : ولا إخلاص في محرم ولا مكروه ، كمن ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه ، ويزعم أنه ينظر إليه ليتفكر في صنع الله تعالى ، كالنظر إلى الأمرد ، وهذا لا إخلاص فيه بل لا قربة البتة ، قال : فالصدق في وصف العبد في استواء السر والعلانية والظاهر والباطن ، والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والأحوال حتى إن الإخلاص يفتقر إلى الصدق ، والصدق لا يفتقر إلى شيء . لأن حقيقة الإخلاص هو إرادة الله تعالى بالطاعة ، فقد يريد الله بالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها ، والصدق هو إرادة الله تعالى بالعبادة مع حضور القلب إليه ، فكل صادق مخلص ، وليس كل مخلص صادقاً ، وهو معنى الاتصال والانفصال ، لأنه انفصل عن غير الله واتصل بالحضور بالله ، وهو معنى التخلي عما سوى الله والتحلي بالحضور بين يدي الله سبحانه وتعالى .
.....
قوله صلى الله عليه وسلم : (( إنما الأعمال )) يحتمل : إنما صحة الأعمال أو تصحيح الأعمال ، أو قبول الأعمال ، أو كمال الأعمال ، وبهذا أخذ الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى ، ويستثنى من الأعمال ما كان قبيل التروك كإزالة النجاسة ، ورد الغصوب والعواري ، وإيصال الهدية وغير ذلك ، فلا تتوقف صحتها على النية المصححة ، ولكن يتوقف الثواب فيها على نية التقرب ، ومن ذلك ما إذا أطعم دابته ، إن قصد بإطعامها امتثال أمر الله تعالى فإنه يثاب ، وإن قصد بإطعامها حفظ المالية فلا ثواب ، ذكره القرافي ، ويستثنى من ذلك فرس المجاهد ، إذا ربطها في سبيل الله فإنها إذا شربت وهو لا يريد سقيها أثيب على ذلك كما في صحيح البخاري ، وكذلك الزوجة وكذلك إغلاق الباب وإطفاء المصباح عند النوم إذا قصد به امتثال أمر الله أثيب وإن قصد أمراً آخر فلا .
.....
واعلم أن النية لغة : القصد ، يقال نواك الله بخير : أي قصدك به . والنية شرعاً : قصد الشيء مقترناً بفعله ، فإن قصد وتراخى عنه فهو عزم ، وشرعت النية لتمييز العادة من العبادة أو لتمييز رتب العبادة بعضها عن بعض ، مثال الأول : الجلوس في المسجد قد يقصد للاستراحة في العادة ، وقد يقصد للعبادة بنية الاعتكاف ، فالمميز بين العبادة والعادة هو النية ، وكذلك الغسل : يقصد به تنظيف البدن في العادة ، وقد يقصد به العبادة فالمميز هو النية وإلى هذا المعنى أشار النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل شجاعة ، أي ذلك في سبيل الله تعالى ؟ فقال: (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله تعالى )) ومثال الثاني وهو المميز رتب العبادة ، كمن صلى أربع ركعات قد يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر وقد يقصد إيقاعها عن السنن فالمميز هو النية ، وكذلك العتق قد يقصد به الكفارة وقد يقصد به غيرها كالنذر ونحوه ، فالمميز هو النية .
.....
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( وإنما لكل امرىء ما نوى )) دليل على أنه لا تجوز النيابة في العبادات ، ولا التوكيل من نفس النية ، وقد استثني من ذلك تفرقة الزكاة وذبح الأضحية ، فيجوز التوكيل فيهما في النية والذبح ، والتفرقة مع القدرة على النية . وفي الحج : لا يجوز ذلك مع القدرة ودفع الدين ، أما اذا كان على جهة واحدة لم يحتج إلى نية ، وإن كان على جهتين كمن عليه ألفان بأحدهما رهن فإدى ألفاً قال جعلته عن ألف الرهن ، صدق ، فإن لم ينو شئياً حالة الدفع ، ثم نوى بعد ذلك ، وجعله عما شاء وليس لنا نية تتأخر عن العمل وتصح إلا هنا .
.....
قوله صلى الله عليه وسلم :(( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه )) .
.....
أصل المهاجرة المجافاة والترك ، فاسم الهجرة يقع على رموز : ـ
.....
الأولى : هجرة الصحابة رضي الله عنهم من مكة إلى الحبشة حين آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ففروا منه إلى النجاشي ، وكانت هذه بعد البعثة بخمس سنين ، قاله البيهقي .
.....
الثانية : من مكة إلى المدينة وكانت هذه بعد البعثة بثلاث عشرة سنة ، وكان يجب على كل مسلم بمكة أن يهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وأطلق جماعة أن الهجرة كانت واجبة من مكة إلى المدينة ،وهذا ليس على إطلاقه فإنه لا خصوصية للمدينة ، وإنما الواجب الهجرة إلى رسول الله صلى عليه وسلم قال ابن العربي : قسم العلماء رضي الله عنهم الذهاب في الأرض هرباً وطلباً ، فالأول ينقسم إلى ستة أقسام : ـ
.....
(الأول): الخروج من دار الحرب إلى دار الإسلام وهي باقية إلى يوم القيامة ،و التي انقطعت بالفتح في قوله صلى الله عليه وسلم : (( لا هجرة بعد الفتح )) . هي القصد إلى رسول الله صلى عليه وسلم حيث كان .
.....
(الثاني): الخروج من أرض البدعة ، قال ابن القاسم : سمعت مالكاً يقول : لا يحل لأحد أن يقيم بأرض يُسَبُ فيها السلف .
.....
(الثالث) : الخروج من أرض يغلب عليها الحرام ، فإن طلب الحلال فريضة على كل مسلم .
.....
(الرابع) : الفرار من الأذية في البدن ، وذلك فضل من الله تعالى أرخص فيه ، فإذا خشي على نفسه في مكان فقد أذن الله تعالى له في الخروج عنه ، والفرار بنفسه يخلصها من ذلك المحذور ، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام حيث خاف من قومه فقال :
.....
(الخامس): الخروج خوف المرض في البلاد الوخمة ، إلى الأرض النزهة ، وقد أذن صلى الله عليه وسلم للعرنيين في ذلك حين استوخموا المدينة أن يخرجوا إلى المرج .
.....
(السادس) الخروج خوفاً من الأذية في المال ، فإن حرمة مال المسلم كحرمة دمه .
.....
وأما قسم الطلب ، فإنه ينقسم إلى عشرة : طلب دين وطلب دنيا ، وطلب الدين ينقسم إلى تسعة أنواع : ـ
.....
(الأول) سفر العبرة قال الله تعالى :{أَوَ لَمْ يَسِيْروُا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذينَ مِنْ قَبْلهِم} [الروم:9]. وقد طاف ذو القرنين في الدنيا ليرى عجائبها .
.....
(الثاني) : سفر الحج .
.....
(الثالث): سفر الجهاد .
.....
(الرابع) : سفر العبرة المعاش .
.....
(الخامس): ســــفر التجــارة والكســـب الزائـــد على القــوت ، وهـــو جائز لقوله تعالى : {لَيْسَ عَلْيكُمْ جُنَاحُ أَنْ تَبْتغُوا فَضْلاً مِنْ رَبَّكم} [البقرة : 198] .
.....
(السادس) : طلب العلم .
.....
(السابع) :قصد البقاع الشريفة ، قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد )) .
.....
(الثامن) : قصد الثغور للرباط بها .
.....
(التاسع): زيارة الإخــوان في الله تعالى ، قال صـلى الله عليـــــه وســلم: (( زار رجل أخاً له في قرية ، فأرســتل الله ملكاً على مدرجته . فقال :أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية ، فقال : هل له عليك م نعمة تؤديها قال : لا ، إلا أنني أحبه في الله تعالى قال : فإني رســول الله إليك بأن الله أحبــك كما أحببته )). رواه مسلم . وغيره .
.....
الثالثة : هجرة القبائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتعلموا الشرائع ويرجعوا إلى قومهم فيعلموهم .
.....
الرابعة : هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه .
.....
الخامسة : الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام ، فلا يحل للمسلم الإقامة بدار الكفر ، قال الماوردي : فإن صار له بها أهل وعشيرة ، وأمكنة إظهار دينه ،لم يجز له أن يهاجر ، لأن المكان الذي هو فيه قدر دار إسلام .
.....
السادسة : هجرة المسلم أخاه فوق ثلاثة ، بغير سبب شرعي ، وهي مكروهة في الثلاثة ، وفيما زاد حرام إلا لضرورة .
.....
السـابعة : هجرة من أسلم من أهل مكة ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه .{واهْجُرُوهُنَّ فِي اَلمَضَاجِع ِ} [ النساء :34]. ومن ذلك هجرة أهل المعاصي في المكان ،و الكلام ،و جواب السلام وابتداؤه .
.....
الثامنة : هجرة ما نهى الله عنه ، وهي أعم الهجر .
.....
قوله صلى الله عليه وسلم : (( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله )) : أي نية وقصداً فهجرته إلى الله ورسوله حكماً وشرعاً .
.....
(( ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها .. الخ )) نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة الهجرة وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس ، فسمي مهاجر أم قيس . فإن قيل النكاح من مطلوبات الشرع فْلمَ كان من مطلوبات الدنيا؟ قيل في الجواب : إنه لم يخرج في الظاهر لها ، وإنما خرج في الظاهر للهجرة ، فلما أبطن خلاف ما أظهر استحق العتاب واللوم ،وقيس بذلك من خرج في الصورة الظاهرة لطلب الحج وقصد التجارة وكذلك الخروج لطلب العلم إذا قصد به حصول رياسة أو ولاية .
.....
قوله صلى الله عليه وسلم : (( فهجرته إلى ما هاجر إليه )) يقتضي أنه لا ثواب لمن قصد بالحج التجارة والزيارة ، وينبغي حمل الحديث على ما إذا كان المحرك الباعث له على الحج إنما هو التجارة ، فإن كان الباعث له الحج فله الثواب ، والتجارة تبع له إلا أنه ناقص الأجر عمن أخرج نفسه للحج ، وإن كان الباعث له كليهما فيحتمل حصول الثواب لأن هجرته لم تتمخص للدنيا ، ويحتمل خلافه لأنه قد خلط عمل الآخرة بعمل الدنيا ، لكن الحديث رتب فيه الحكم على القصد المجرد ، فأما من قصدهما لم يصدق عليه أنه قصد الدنيا فقط ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
.....

الاثنين، 10 نوفمبر 2014

القطة البائسة


OOOOOOOOOO

.....

القطـــة البائســـــة

.....

OOOOOOOOOO

.....
.....
ـــــــــــــــــــــ كانت نائمـــــــــــــة ؛ ………
ـــــــــــــــــــــ لفت حولهــــــــا ذنب ، ………
ـــــــــــــــــــــ عيناهــــــا خطــــــــان ، ………
ـــــــــــــــــــــ من أســــــــفل اقتربــــــــا ، ……..
ـــــــــــــــــــــ أذناهـــــــــــــا ارتفعــــــــــا ، ……..
ـــــــــــــــــــــ ســـــمعا على الشــــــجرة ، ……….
ـــــــــــــــــــــ عصفــــــــــــــورة غنت ………….
ـــــــــــــــــــــ للشــــــــوق ألحانــــــــــا ، ……….
ـــــــــــــــــــــ فاســــتيقظت فــــــوراً ، ……….
ـــــــــــــــــــــ وعيونهــــــــا التمعت ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــ نظــــــرت إلى الشـــــــجرة ؛ ………
ـــــــــــــــــــــ تبحث عن العصفــــــــــــورة .
.....
ـــــــــــــــــــــ منقــــــــــارها أصفــــــــــر ، ………
ـــــــــــــــــــــ عينــــــــاها ســـــــــوداء ، ………..
ـــــــــــــــــــــ أجناحـــــــها انطبقت …………
ـــــــــــــــــــــ على قلب حنـــــــــــون
.....
ـــــــــــــــــــــ O O O
.....
ـــــــــــــــــــــ وعيـــــون القطــــة اســـــتدارت ، ……..
ـــــــــــــــــــــ بدت في اللـــــــون خضـــــــــراء
ـــــــــــــــــــــ نظـــــــــرت لــــــها ، مــــــــاءت : …….
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’من أين تأتــــــــــــــين ؟ …………
ـــــــــــــــــــــــــــ أســــــمعتني صـــــوتاً ………
ـــــــــــــــــــــــــــ للشــــــوق ناداني ‘‘
.....
ـــــــــــــــــــــ فقالت العصــــــفورة : ……….
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ أتيت من عـُلا شـــــــــجر ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ في جنـــــــة العشــــــــاق ، ………
ـــــــــــــــــــــــــــ رددت في نغــــــــــم ………..
ـــــــــــــــــــــــــــ أنشـــــــــودة الأشـــــــــواق ‘‘
.....
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ هيـَّـــــــا إلى قلـــــبي ………..
ـــــــــــــــــــــــــــ إشـــــجيه ألحـــــــــانا ، ………
ـــــــــــــــــــــــــــ فإنــــه مشـــــــــتاق ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ بالشـــــدو زيدينــــــــــــا ‘‘
.....
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ إنني لن أنســـــــى ……..
ـــــــــــــــــــــــــــ للقــــــط أفعـــــــــالا ، ……..
ـــــــــــــــــــــــــــ لا تســـــتحق الهرة النغـــــــم ……..
ـــــــــــــــــــــــــــ ليعينــــها على العصــــــــــفور ، ……
ـــــــــــــــــــــــــــ لا لن أغني إلى قطط ؛ ……..
ـــــــــــــــــــــــــــ أكون في يــــــوم فريســــــتها ، ………
ـــــــــــــــــــــــــــ لا .. لا تصــــــدق هـــــذا
ـــــــــــــــــــــــــــ وداعــــــاً أيهــــــا القــــــط ؛ ……..
ـــــــــــــــــــــــــــ وداعــــــاً إلى عـُــــــلا شــــــجر ……..
ـــــــــــــــــــــــــــ في جنــــــة العشــــــــــاق ‘‘ .
.....
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ لا بل تعــــــــــالي ………
ـــــــــــــــــــــــــــ اســــــــمعيني إنني ــــــــــ ‘‘
.....
ـــــــــــــــــــــ وطـــــــارت العصفـــــــــــورة ؛ ………
ـــــــــــــــــــــ ولم تتــــــــــرك ســــــــوى ……….
ـــــــــــــــــــــ قطــــــــــاً وأشـــــــــــواقا ……….
ـــــــــــــــــــــ لعصفـــــــورة طـــــــارت
.....
ـــــــــــــــــــــO O O
.....
ـــــــــــــــــــــ إنـــــها غيــــــر القــــــطط ؛ ………
ـــــــــــــــــــــ فإنمـــــا بقلبهـــــــــا هـــــــامت ، ………
ـــــــــــــــــــــ وتتمنى لو تصارحهــــــــــا ……….
ـــــــــــــــــــــ إذا عـــــــــادت لها مــــــــرة ، …………
ـــــــــــــــــــــ ســــــتكلمها بحيـــــــــاء ، ………..
ـــــــــــــــــــــ وتقــــــــول لهـــــــا أشـــــــــياء …………
ـــــــــــــــــــــ عن كل ما تشــــــعـر .
.....
ـــــــــــــــــــــ .. وعادت العصفــــــــــورة ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــ ومعـــــــها عصفـــــــــــوران ، ………
ـــــــــــــــــــــ وأصـــــــدرت أنغــــــــــــام ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــ تداعب الهيـــــــــــــــــام ، ……….
ـــــــــــــــــــــ ونظــــــرت القـــطة وســـــــــارت ……….
ـــــــــــــــــــــ في إثرهــــــــا محتارة ، ………
.....
ـــــــــــــــــــــ وقالت : ’’ من الجــــوع أعـــاني ؛ ………
ـــــــــــــــــــــــــــ فالشــــــــوق أنســــــــــاني ………..
ـــــــــــــــــــــــــــ ومــــرت الأيـــــــــام …………
ـــــــــــــــــــــــــــ ولم أذق طعـــــــــــام ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ فإنـــه الهـيـــــــــــــام ، ………
ـــــــــــــــــــــــــــ والعشــــــــــق والغــرام ‘‘ .
.....
ـــــــــــــــــــــ فصاحت العصفـــــــــورة : ……….
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ هيــــــــــا يا طيــــــــــــور ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ إلى العـُـــــــلا طيـــــــــــروا ، ………
ـــــــــــــــــــــــــــ ســـــيأكلنا المغــــــــــرور ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ أســـــــــرعوا طيـــــــــــروا ‘‘ .
.....
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ رويدك يا عصفــــــــــورة ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ فقلبي هـــــــــــــــائم ، ………
ـــــــــــــــــــــــــــ فقلبي عاشـــــــــــــق ، ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ أســــــــمعتني صـــــــــوتاً ………
ـــــــــــــــــــــــــــ للشـــــــــــــوق ناداني ‘‘ .
.....
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ أيهـــــــــا المغــــــــــــرور ؛ ………
ـــــــــــــــــــــــــــ أيهـــــــــــا المحتـــــــــــال ؛ ………
ـــــــــــــــــــــــــــ إننــــــــــا طيـــــــــــــور ……..
ـــــــــــــــــــــــــــ اتركنــــــــا في حـــــــــال ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ باللحــــــــــــن مـــــــــلآن
ـــــــــــــــــــــــــــ وداعـــــــاً أيهـــــا الشـــــــــرير ، ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ وداعـــــــاً إلى عـُــــــلا شـــــجر ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــــــــ في جنــــــــــة العشـــــــــــاق ‘‘ .
.....
ـــــــــــــــــــــ ـــ ’’ لا .. بل تعــــــــــــــالي ………..
ـــــــــــــــــــــــــــ اســــــــــمعيني إنني ــــــــــــــ ‘‘ .
.....
ـــــــــــــــــــــ وطـــــــــارت العصفـــــــــــــورة ؛ ……….
ـــــــــــــــــــــ ولم تتـــــــــــرك ســــــــــوى ……….
ـــــــــــــــــــــ قطـــــــــــــاً وأشــــــــــواقاً ؛ ………..
ـــــــــــــــــــــ لعصفــــــــــورة طـــــــــــارت ، ………..
ـــــــــــــــــــــ تتمنى لو تصـــــــــــارحها ………
ـــــــــــــــــــــ إذا عـــــــــادت لها مــــــــرة ، …………
ـــــــــــــــــــــ ولكن .. هيهــــــات أن تفعــــــــــل .
.....
ـــــــــــــــــــــO O O
.....
ـــــــــــــــــــــO O
.....
ـــــــــــــــــــــO
.....
.....
بقلم محمود مرسي
.....

الأحد، 9 نوفمبر 2014

الكاميرا تتكلم عن الرسم على اليد

نوع من الفن التشكيلي باسـتخدام اليد

الكاميرا تتكلم
.....

سكت الكلام
.....

الدروس الخصوصية

الدروس الخصوصية

ما لها وما عليها
.....
كثر الكلام حول الدروس الخصوصية ، ومدى ما تسببه من إرباك لاقتصاديات الأسر المصرية المثقلة بالأعباء ، كما لوكانت هي السـبب الوحيد لإرباك الميزانيات المتواضعة لهذه الأسر .
.....
وأقف هنا وقفة لأقول .. حتى تستطيع أن تحارب عدوك ، يجب أولاً أن تحدده بدقة حتى يكون هدفـاً واضح المعالم ، وتسـتطيع أن تحاربـه عملياً وتنتصـر عليه ، وحتى لا تكون الحرب بطريقة نشجب ونندد !! .
.....
الدروس الخصوصــــية ليســــت هي العـــدو .. إنما العـــدو هــو ’’ ظاهرة تفشي الدروس الخصوصية ‘‘ ؛ فإذا اقتنى أحد الأفراد آلة موسـيقية واكتشف وجود موهبة الموسيقى لديه فهو يحتاج لأحد أساتذة الموسيقى ليتتلمذ على يديه ، ويأخذ عنده درس خصوصي ؛ وأعتقد أن هذا مشروع . نفس الشئ لو اقتنت سـيدة ماكينة حياكة أو تريكو لتزيد بها دخلها ، فهي تحتاج إلى من يعلمها أصــول تشغيلها ، وقد تجد أن خير وســيلة لذلك أن تأخذ عدد من الحصص على يـد متخصص ؛ ونرى أن هذا مشـــروع أيضــاً . وقد يرى بعض طلبة المنازل حاجتهم لبعض الدروس الخصــوصية بدلاً من التوجـــه إلى المراكز المكتظة بالدارسين لتحقيق أكبر عائــد لها . وقد … وقد ……. إلى آخره من الأســـباب المنطقية .
.....
وأعتقد أن ذهاب ولي الأمر بولده أو ابنته طواعية للمدرس في الدرس الخصوصي دون أي ضغط عليه تشـــابه في الناحيـة الاقتصـادية ذهاب ولي الأمر للتقديم لابنه في مدرسة خاصة ؛ فهي تكلفة ماديــــة مقابــــل الخدمة الخاصــة ( لكن في الناحية الفنية فالمدرسة الخاصة تتميز بإشراف وزارة التربية والتعليم المتخصص عليها ) .
.....
ونأخذ على الآثار المترتبة على الدروس الخصوصية ما يلي : ـ
.....
أولاً : تشعر التلميذ بالاستغناء عن المدرسة مما يؤثر سلباً على مدى تحصيله منها ؛ رغم أنه يجب أن تكون المدرسـة هي المصدر الرئيسي للمعلومة . ولذا فيجب على المدرس بالمدرسة أن يبدع في اســتخدام أســلحته الغير متوفرة في الدرس الخصوصي من كم المناقشات والآذان الصاغية للأسئلة والرد عليها ، واستخدام كل ما يتوفر لديه من معامل وأوساط متعددة وأنشطة مصاحبة للمادة مما يفتقر إليها الدرس الخصوصي .
.....
ثانياً : ســهر المدرس لإعطاء الدروس الخصوصيـة تنهك قواه فينعكس ذلك على أدائه في المدرسة ، ولو شـعر المدرس بجدية من يقومون على متابعة عمله وأداءه وتقييمه وتقييم مستوى تلاميذه لاضطر أن يجعل دروسه الخصوصية بكم مناسب بحيث لا يطغى على عمله الأساسي في المدرسة .
.....
ثالثاً : الإغـراء المــادي للعائـد من الدروس الخصـوصيـــة على المدرس يجعله يمارس وسائل الضغط المختلفة على التلاميذ ليجبرهم على التوجه إليه في الدروس الخصوصية ، وهنا يأتي دور إدارة المدرســـة من مديرها ووكلائها ومشـــرفيها حتى الأخصـــائي الاجتماعي ؛ لاتخاذ الإجراءات المناسـبة ليحاسب هذا المدرس من قبل الجهات القانونية ، وتكون عقوبته رادعة حتى يلتزم الجميع بالمعاملات التربوية الصحيحة للتلاميذ .
.....
رابعاً : تعمد المدرس الإهمـــال في عمله داخل الفصول في المدرســـة حتى لا يحصـل التلاميذ منه على معلومـــات بـدون مقابــل مجـزي (مقارنــة بمـا يحــدث في الدرس الخصوصي) ، وبالطبــع فمعالجـــة هذا الســــلوك يأتي كمثل المعالجـــة في البند ثانياً والبند ثالثاً .
.....
خامساً : الخوف مما قد يصيب ســلوك التلاميــذ من اعوجـاج لاختلاطهم في الدروس الخصوصيـة بعيداً عن الرقابة التربوية لانشـــغال المدرس بصلب عمله المنصب على التدريس فقط لضيق الوقت المحدد للحصة . وهنا تقع المسئولية كاملة على ولي الأمر في التقصي الجيد عن المدرس ، وتردده المستمر عليه ليطمئن على ابنه أو ابنته .
.....
وفي آخر كلماتي أقول إن محاربتنا لأوجه النقص أو القصور في الخدمة التعليمية التي يحصل عليها التلاميذ في مدارسنا هي السلاح الأساسي لمواجهة ’’ ظاهرة تفشي الدروس الخصوصية ‘‘ وأهم هذه النقاط هي :ـ
.....
1- ارتفاع كثــافة التلاميذ في الفصول ، مما تعيـق المدرس من متابعة أعماله وإدارة المناقشـــات الفعالة ، وطبعاً علاج هذا يحتاج إلى وضع الخطط الأكثر عملية من وضع نماذج اقتصادية لأبنية المدارس وأساليب عملية لتوفيرها وهي لها مختصيها .
.....
2- الإهمــال أو عجز الإمكانيات في صيانة المدارس التي تحتــاج إلى صيانة من نوافذ وأبواب إلى دورات مياه قد تكون في كثير من الأحيان غير صالحة للاستخدام الآدمي ، فلنوفر لأبنائنا مكاناً حضارياً لنحصل منه على أجيال حضارية .
.....
3- العجز المتزايــد في العمــال بالمدارس وتقاعس الموجــود منهم عن العمل يجعل المدارس دائماً في حاجة إلى نظافة وخدمات فالمدرسـة مكان لتجمع كثير من البشـر ، فيحتاج إلى جهد وخدمة مستمرة للنظافة .
.....
4- الافتقار إلى الأنشـطة الفعالة التي تخدم العملية التعليمية فالاهتمام بأنشــطة المادة المتخصصة كالأبحاث البيئية والتجارب المعملية وورش العمل وخلافه وعدم الاقتصار على اللوحات والمعلقات التي ينفذها الخطاطون .
.....
5- المواعيــد التي تكون في بعض الأحيـــان غير مناســـبة مثل مواعيد المدارس ذات الفترتين والتي تجعل التلميـذ يخرج من منزله في ظلام الصباح الباكر أو يعود إلى منزله في ظلام الليل ، فلابد من تنظيم المواعيد لتكون مناسبة للتلاميذ وتبعدهم عن أخطار قد يصادفونها في هذه الأوقات المتطرفة .
.....
6- البعد عن الوضع المتدني لأداء المجموعــات الدراســــية والتي تصبـح في كثير من الأحيان وسيلة جمع نقود مقابل نجاح زائف فهي تحتاج إلى توفير المواعيد المناسبة لها لتكون أكثر نفعاً وأكثر فاعليــة ، فهي ملجأ من يحتاج إلى تقويـة ولا يملك نفقات الدرس الخصوصي أو لا يرغب في المخاطرة بعيداً عن الرقابة التربوية .
.....
وأعتقد أنه بعد معالجة هذه النقاط ستختفي ’’ ظاهرة تفشي الدروس الخصوصية ‘‘ وأكرر أن هذا هو العدو … أما الدروس الخصوصية ذاتها فتبقى في الحدود التي يحتاج إليها من يحتاج وفق رغبته الشــخصية فهي عمل له مجهوده وله عائـده مثل أي عمل آخر مصرح به .
.....
.....
بقلم محمود مرسي
.....

السبت، 8 نوفمبر 2014

حوار الأزواج

حوار الأزواج

أدب الحوار
.....
رغم أن الأزواج لهم نوع خاص جداً من التقارب الاجتماعي والوجداني والروحي ؛ إلا أن حوار الأزواج له حســاســية خاصة جداً أيضاً من حيث الصفاء والنقاء ومراعاة المشــاعر والأحاسـيس ، فعلى الرجل أن يشــمل زوجته برعايته وحمايته وحنانه وعطفه ، وعلى المرأة أن تخص زوجها بالتقدير والاهتمام والحنو والعواطف .
.....
وهذا كله ينعكس ويبدو في تحاورهما معاً ، فهناك تقابلية وتكاملية بينهما ، وليس شعوراً بالاســتعباد يتملك الرجل تجاه زوجته (مثل سي الســيد) ، ولا نِدِّيَّة من التي قد تتملك المرأة تجاه زوجـها (والتي تخرب البيوت) والتي ظهرت في بعض الأحيان بعد أن غزت المرأة مجالات الأعمال والوظائف المختلفة .
.....
وأشــير إلى أن هناك فرق بين الهواية والاحتراف ، فالهواية تكون دائماً مســيطرة على تصرفات وســلوك صاحبها ؛ ولها شــيطان ؛ فإذا أطل شــيطانها برأســه تملكت من صاحبها وصعبت عليه الســيطرة عليها ، أما الاحتراف فهو عمل له مواعيده وأماكنه وأســسـه التي تنظمه .
.....
فإذا تولت المرأة عملاً قيادياً بالأخص فهناك ســبيلان ، أحدهما أن يكون هذا العمل بالنســبة لها هواية مما يجعلها تمارس دورها القيادي في أي وقت حتى في بيتها مع زوجها !! ، والآخر هو أن يكون هذا العمل بالنســبة لها احترافاً مما يجعله يدور في مكانه الصحيح (مكان العمل) ووقته الصحيح (وقت العمل) وعندما تعود إلى منزلها تركن إلى الراحة من هذا العمل ، وتضع رأســها على صدر زوجها عملياً أو معنوياً لتنفض عنها هذا العبء ، وتعود إلى قواعد الزوجية وطبيعة الفرق بين الرجل والمرأة والتي تبلورت في القرآن الكريم في الآيات الآتية : ـ
.....
1- خلق آدم سبق حواء
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} (1) سورة النساء .
.....
2- بين الأزواج سكن ومودة ورحمة
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (21) سورة الروم .
.....
3- آدم من حمل ذريته كاملة
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ} (172) سورة الأعراف .
.....
4- للرجل حق القوامة وهي مســئولية
{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (34) سورة النساء .
.....
5- للرجل المنزلة وعليه الإنفاق والقيام بالمصالح
{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} (228) سورة البقرة .
.....
6- هناك فرق بين شهادتي الرجل والمرأة
{وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ} (282) سورة البقرة .
.....
7- هناك اختلاف بين نصيبي الذكر والأنثى في الميراث
{يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} (11) سورة النساء .
.....
بقلم محمود مرسي
.....

والله الجمال رباني


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

XXXXXXXXXXXXXXXXX

والله الجمال رباني

XXXXXXXXXXXXXXXXX

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.....
.....
النســـــــــــــــمة حـليـت ليَّ * * * * * والســـــحر كان في الليـــــل
نزلت أمشـى شــــــــــــــويه * * * * * أتمشـــــى جنب النيـــــــــــل
أضـــواء وزيطـــة وهيصــة * * * * * والرقص م القناديـــــــــــــل
كـان القمــــر وســــــــطيهم * * * * * كأنـــه نجــــــم هزيـــــــــــل
يا ســـــلام على الإنســـــان * * * * * يا ســـــــــلام على التفكيــــر
والله الجمـــــــــــال ربـــاني * * * * * مش بس زينــــــــه كتيـــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطفتني م التفكيــــــــــــر * * * * * أنغـــام يا ســــلام يا ســــلام
ما اعرفش فيــه إنســــــان * * * * * بالشـــــــــكل ده عنـده كـلام
صــــــوتها ولا الكــــروان * * * * * ولا غنـــوه ف الأحـــــــــلام
راحت تقـــــول وتقــــــــول * * * * * وجمـــالها مش معقــــــــول
البســـــــمه وا َّلا الكلمـــــه * * * * * ده الشــــــرح فيها يطـــــول
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ســــحرني جمــال رقنهــــا * * * * * والشـــــعر ع الكتفيــــــــن
دهبي وفيــه أمـــــــــــــواج * * * * * يا ســــــلام ولــون العيــن
الجنــــه ف عســــــــــليتها * * * * * وورودهــــا ف الخـــــدين
العـــود مناســـــب بعضـــه * * * * * والألفــــــه ف الألـــــــوان
الشــــــــعر ويـَّـا عنيهــــــا * * * * * والبشـــــــره والفســـــــتان
دا البــــدر لازم جــــــــانـا * * * * * وَّلا المـــــلاك إنســــــــــان
رموشـــها واقفــه بتحـرس * * * * * ســــــاتره العيـون م الليـل
والشــــــــفه ورده جميـــله * * * * * والســــــــنه لولي أصيــــل
والشـــــــعر لف خدودهــا * * * * * ولا زهـــــــره مالهــا مثيـل
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
ســـــــألتني ما اعرف إيـــه * * * * * ولا أعـرف ردِّي كمــــــــان
ما اعرفش غيـر نغمـــــــات * * * * * ســـحرتني معاهـا ســاعات
والله الجمــــــــــــال ربـاني * * * * * مش بس زينــــــه كتيـــــــر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
.....
بقلم محمود مرسي
.....